هل الرضاعة الطبيعية وسيلة آمنة لمنع الحمل؟

0 295

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أعرف رأيكم الديني والطبي في مسألة الحمل.

عمري 29 عاما، ولدت طفلي ولادة قيصرية منذ 5 أشهر، وعندي ابنتان، عمر الأولى 6 سنوات، والثانية 3 سنوات، وكنت قد ولدتهن ولادة طبيعية، لكن الحمل الأخير حصل فيه مشاكل، ونشفت المياه حول الجنين، وولدت قبل الميعاد المحدد بشهر، وأنا غير مستقرة مع طبيبة حتى الآن.

المشكلة أني خائفة أن أحمل بعد البنت الأخيرة، وأن يكون هرمون اللبن قل، ولا أحب الوسائل لأضرارها.

استفساراتي هي:
- هل ممكن أن يقل هرمون اللبن مرة واحدة وأحمل، أم في الغالب يكون مستقرا، وتكون رضاعتي دائما طبيعية، ولا أحتاج لوسائل صناعية؟

- هل تحليل الدم الخاص بمعرفة هل هناك حمل أم لا يوضح نسبة الهرمون؟

- هل أضع كريما موضعيا يمنع الحمل، مثل جونسون (إكس واي) وأشياء موضعية مثل هذه؛ لأؤخر الحمل حتى 5 سنوات مثلا، وإن كان لا؛ فماذا أستخدم؟ وما الاختيارات المتاحة لي في هذا؟

- هل يعتبر عذرا شرعيا أني أريد ألا أنجب إلا عندما تكبر الصغيرة، وتستطيع العناية بنفسها؛ لأني في محافظة وأهلي في أخرى، وأهل زوجي في محافظة ثالثة، ولا أحد هنا ليكون عونا لي، أم الأفضل أن أترك هذا؟

- ماذا وكم أشرب لرفع مستوى هرمون اللبن لضمان عدم حدوث حمل؟

- كم من الوقت يلزم لالتئام الجرح القيصري، وأن لا أشعر به؟ فأحيانا يسبب لي بعض الحرقان من الداخل.

- أنا ألبس حزام الظهر لشد البطن، وأحيانا ألبسه عند النوم، فهل يضر هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمينة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فوسيلة الرضاعة الطبيعية كمانع للحمل غير آمنة، وقد يحدث الحمل أثناء الرضاعة، خصوصا بعد مرور فترة أكثر من 6 أشهر، وبالتالي فإن الرضاعة الطبيعية وحدها وسيلة غير آمنة لمنع الحمل، ويجب استعمال وسيلة مساعدة معها لمنع الحمل.

وتحليل الدم للحمل تحليل دقيق، ووجود هرمون الحمل (hCG) يشير ويؤكد الحمل، وإعادته بعد 48 مرة أخرى يعطي رقما ضعف الرقم السابق؛ فإذا كان التحليل الأول مثلا 300 فإن التحليل الثاني يصبح تقريبا 600، ولا يوجد هذا الهرمون إلا في الحمل.

والكريمات الموضعية غير فعالة لمنع الحمل، ولا يعتمد عليها، وقد تؤدي إلى التهابات في الفرج، وتعقد الموضوع أكثر من حله، والاختيارات موجودة في العازل الطبي، والحقن الهرمونية، وفي اللولب الهرموني، وفي حبوب منع الحمل، ولكن يحتاج الأمر إلى زيارة للطبيبة النسائية لقياس الضغط، وفحص وظائف الكلى والكبد، واختيار الوسيلة المناسبة، وإذا كان لك تجارب سابقة في وسائل منع الحمل؛ فيجب على الزوج تحمل مسؤوليته تجاه هذا الأمر، واستعمال العازل الطبي حتى يمكن الاستقرار على الوسيلة المناسبة.

وهرمون الحليب يرتفع بانتظام الرضاعة الطبيعية، ووضع الطفل على الثدي لفترة أكثر من ربع ساعة؛ لإدرار المزيد من الحليب، وعموما هناك أطعمة وأشربة قد تساعد في إدرار المزيد من الحليب، مثل حلاوة الطحينية، وما تحتويه من سمسم، بالإضافة إلى الحلبة، وشرب المزيد من الحليب، والفواكه، والحبوب، والتمر، والعجوة، والبروتين الحيواني، ومشروب المغات المصري الشهير.

وجرح العملية القيصرية يلتئم بعد أسبوعين من العملية، ولكن لا يصح الحمل المباشر، ومرور عامين على الطفل كفيل باستعادة الرحم لقوته والتفكير في الحمل بعد ذلك.

ولا مانع من ارتداء الحزام لشد البطن، ولا ضرر في ذلك، سواء أثناء الحركة أو النوم، ويمكنك عمل تمرين شد البطن لعدة ثوان، تم ترك عضلات البطن وارتخاءها، ثم إعادة التمرين مرة أخرى لعشرات المرات في اليوم الواحد، وهذا يساعد على تقوية عضلات البطن وشدها.

حفظك الله من كل مكروه وسوء، ووفقكم لما فيه الخير.
__________________________________________

انتهت إجابة الدكتورة منصورة فواز سالم استشارية طب أمراض النساء والولادة وطب الأسرة.

وتليها إجابة الشيخ أحمد الفودعي مستشار الشؤون التربوية والدينية.
__________________________________________

مرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.

من الناحية الشرعية لمسألة تأخير الحمل للإنجاب نقول: إن العلماء يقولون بتحريم استعمال ما يمنع الإنجاب منعا دائما، أما المنع المؤقت ولا سيما إذا دعت إليه الحاجة، كالاعتناء بالصغير، أو عدم وجود من يتكفل بتربية الصغار، ولانشغال الأم ونحو ذلك؛ فهذا لا حرج فيه إن شاء الله تعالى.

نسأل الله لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات