أعاني من ألم الفك.. فما هي طرق ووسائل العلاج؟

0 569

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل عدة سنوات أصبت في الفك الأيسر، كان الألم خفيفا ولم يحصل تورم ولا تلون، وزال الألم بعد عدة أيام -ولله الحمد- وفي نفس الوقت كان هناك خلل في أحد حشوات الأضراس السفلية اليسرى، وكنت أتجنب المضغ على تلك الجهة، بعد فترة تم تغيير جميع الحشوات، وعدت لاستخدام الجهتين معا.

لكن لاحظت وجود طرقعة في الفك الأيسر دون وجود ألم، مع الوقت أشعر أنه يزداد، حتى بدأت ألاحظ في الآونة الأخيرة تعليقا خفيفا عند فتح الفم -للتثاؤب مثلا-، بحيث لا أستطيع فتحه كاملا من المرة الأولى، وإنما أفتحه لدرجة معينة، ثم أدلك الخد قرب الأذن قليلا؛ لأتمكن من فتحه بالكامل.

الآن بدأ يظهر التعليق عندما أمضغ شيئا قاسيا، كالجزر أو مطاطا كحلوى التوفو مثلا، كنت قد تجاهلت المشكلة في البداية؛ ظنا مني أنها بسبب عدم استخدام الفك لفترة، وستزول مع الوقت، وعندما ازدادت المشكلة سألت طبيبة الأسنان في إحدى العيادات الخاصة فقالت: قد تحتاجين لعملية جراحية، لكن هذا ليس تخصصي، راجعي المستشفيات الحكومية أفضل.

ولأن أغلب الأطباء في منطقتنا رجال، لم أستطع الذهاب إلى المستشفى، وكشف وجهي -الحمد لله- أنا لا أعاني من أي ألم، لكن الآن بعد ظهور التعليق بدأت أخشى أن يزداد الأمر سوءا.

أسئلتي هي: إذا لم يكن طبيب الأسنان هو المتخصص المناسب لمثل هذه الحالة، فمن هو المختص بذلك؟
وما هي الإجراءات لمثل هذه الحالة؟ وهل سأضطر لكشف وجهي؟ وهل فعلا لا يوجد حل غير الجراحة؟
وما المتوقع حدوثه لو تجاهلت هذه المشكلة؟ وإن وجد ما يمكنني فعله في المنزل للحد من تفاقم المشكلة فأرجو إفادتي به.

مع خالص الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة، وابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب، شكر الله لك حرصك على الوقوف عند حدود الله، واجتناب ما حرمه عليك، ونسأل الله لك الشفاء العاجل، وأن يلبسك ثوب الصحة والعافية.

المداواة – أيتها الأخت الكريمة والبنت العزيزة – من الأسباب التي تبيح للمرأة كشف موضع الحاجة للطبيب الذكر، إذا لم توجد المرأة التي تقدر على مداواتها، فإذا وجدت الطبيبة فلا يجوز لها أن تتداوى عند الرجل، أما إذا لم توجد المرأة فيجوز لها أن تتداوى ولو أدى ذلك إلى كشف موضع الحاجة، وقد تكون هذه الحاجة في الوجه، وقد تكون في غير الوجه.

واستدل العلماء على جواز كشف المرأة للدواء بحديث أم سلمة – رضي الله تعالى عنها – أنها استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحجامة، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم – أبا طيبة أن يحجمها، قال الراوي: حسبته أنه قال: أنه كان أخاها من الرضاعة، أو غلاما لم يحتلم، يعني أن أبا طيبة، يقول الراوي: حسبته أنه قال: أنه كان أخاها من الرضاعة، أو أنه كان لم يحتلم.

ولكن على فرض أنه كان كذلك فقد صرح العلماء بجواز ذلك من الأجنبي إذا احتاجت المرأة إليه، ولذلك قال الإمام ابن
الجوزي – رحمه الله تعالى – في كتابه (كشف المشكل من حديث الصحيحين) بعد أن ذكر هذا الحديث، قال - رحمه الله -: "قلت: متى اضطرت المرأة إلى هذا ولم تجد محرما يحجمها ولا امرأة جاز أن يحجمها أجنبي" وقال هذا غيره من شراح الحديث، فالخلاصة أنه يجوز للمرأة أن تتداوى عند الرجل إذا لم تجد امرأة تداويها.

نسأل الله تعالى لك العافية، وأن ييسر لك كل خير.
-------------------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: الشيخ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية- تليها إجابة: د. أنس عطية -استشاري أمراض الفم والأسنان والوجه والفكين-.
-------------------------------------------------------------------------
بداية عليك أن تعلمي أن مشاكل واضطرابات المفصل الفكي الصدغي شائعة في وقتنا الحاضر، ويعزى السبب لما يتعرض له الإنسان خلال حياته اليومية من ضغوط نفسية وتوتر، تولد شحنات تفرغ أثناء النوم، وتتظاهر بالشد العضلي للمركب الفكي الوجهي الذي يؤثر بشكل سلبي على الأسنان، ويسبب انسحالها وتآكلها، وينعكس ذلك على المفصل الفكي الصدغي.

إن المفصل الفكي الصدغي، هو مختلف عن جميع مفاصل الجسم، فهو مفصل ثنائي الجانب، ويقوم بحركة دورانية، وحركة انزلاقية، ويمثل نهاية عظم الفك السفلي، ويشكل نقطة اتصال الفك السفلي بالجمجمة، ويقع أمام الأذن ضمن منطقة غنية بالأعصاب.

كما أن المفصل الفكي الصدغي وعلاقة الفكين مع بعضهما وإطباق الأسنان، والنسيج العضلي الرابط تكون في حالة توازن مستمر، وأي خلل في أي واحد من هذه العناصر سيكون له تأثير سلبي على باقي العناصر؛ لذلك يجب علاج أي خلل منذ البداية قبل أن تتطور الأعراض وتصبح غير قابلة للحل إلا جراحيا.

وإن مراحل تطور مشاكل المفصل الفكي الصدغي كالتالي :
في البداية: أعراض الحالة تظهر في الشد العضلي الصباحي بعد الاستيقاظ من النوم، وإذا أهمل هذا العرض، يتطور إلى تآكل وانسحال الأسنان، طقطقة مفصلية خفيفة مع أو بدون آلام، مرافقة للشد العضلي، وإذا لم تعالج، تتطور إلى آلام رقبية مصاحبة للأعراض السابقة، مع طقطقة مفصلية واضحة، وصعوبة فتح وإغلاق الفم.

لذلك كلما كان علاج الحالة بشكل مبكر، كلما تجنبنا تطور الأعراض، والوصول إلى الجراحة، ويشمل العلاج التالي:
1- العلاج الوقائي في المراحل المبكرة، ويشمل صفيحة إطباقيه للفك العلوي أو السفلي، تصنع من مادة بلاستيكية قاسية تمنع احتكاك الأسنان، وتخفف من الشد العضلي، وتستعمل أثناء النوم.

2- العلاج الدوائي، ويشمل إعطاء المرخيات العضلية (المحيطية أو المركزية)، وإعطاء مضادات الالتهاب غير الستيرويدية؛ لتسكين الألم المرافق.

3- العلاج الطبيعي، بإجراء بعض التمارين الخاصة، وكمادات ساخنة للمنطقة.

4- العلاج الجراحي، ويكون في المراحل المتقدمة للمرض، ويشمل التعويض عن القرص المفصلي المتآكل، مع إجراء تعديل أطباق الأسنان، ورفع العضة السنية.

أختي الكريمة: إن طب الأسنان، واختصاص جراحة الفم، والوجه، والفكين بالتعاون مع أخصائي التقويم والإطباق، هم المعنيون بعلاج حالات اضطراب المفصل الفكي الصدغي، ولا يوجد أي شيء ممكن عمله في البيت سوى تجنب الأطعمة القاسية، واتباع حمية تعتمد على الأطعمة الطرية، أما العلاج فيكون عند الطبيب -بإذن الله-.

وعلاج حالتك سيكون في المرحلة التي ذكرتها علاج محافظ، يعتمد على الأدوية، وتعديل الإطباق، وأجهزة رفع العضة القاسية، ولكن يتوجب عليك عدم إهمال الموضوع خوفا من تطور الحالة للأسوأ.

أسأل الله لك الشفاء العاجل، ودمت بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات