لا أستطيع القراءة أمام الطلاب بسبب موقفٍ حدث لي، فما الحل؟

0 264

السؤال

السلام عليكم

أنا لدي مشكلة، وهي الارتباك، أصبحت هذه الفترة أرتبك كثيرا لأسباب تافهة.

حينما كنت أقرأ في الإذاعة الصباحية، ظهر صوت غريب مضحك، كنت أقرأ كلمة "خطيرة" فقلت: خطيرة، بطريقة غريبة وضحك بعض الطلاب، وعندما عدت أنا وزملائي إلى الفصل فكرت كيف لو أصبح لي ذاك الصوت وأنا أقرأ في الفصل.

يوما بعد يوم أصبحت لا أستطيع أن أقرأ أمام الصف خوفا من ذاك الصوت، ولا أستطيع التحدث إلى أشخاص لا أعرفهم، وأرتبك جدا ولا أستطيع أن أقرأ أمام الطلاب، وأشعر بارتباك شديد لم أشعر به قط، لدرجة أني حينما يأتي دوري للقراءة أرتبك ولا أستطيع الكلام ولا زالت نفس المشكلة، وأصبحت مرتبكا في كل وقت، ولا أنام وأنا مرتاح، فما الحل السريع؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/dddd حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيها الابن الكريم: أنت محتاج فقط أن تصحح مفاهيمك، نعم الذي حدث لك في الطابور الصباحي أدى إلى بروز الخوف، ونسميه بالخوف الاجتماعي الظرفي، أي الذي يحدث في ظرف معين.

هذا الارتباك كان نتيجة ورد فعل لظهور ذلك الصوت الغريب الذي قد يكون أضحك بعض زملائك، ليس من قبيل استحقارك أو الاستهزاء بك، لكنه موقف تلقائي عفوي يصدر من الناس في مثل هذه المواقف خاصة من هم في سنك وأقرانك.

أنا أريدك أيضا أن تتذكر حقيقة مهمة جدا، وهي أنك صاحب مقدرات، ومقدراتك موجودة لم تمس.

أنت جرت العادة أن تقرأ في الإذاعة الصباحية، وأنت الحمد لله مقتدر ومفوه، وهذه المقدرات لا أحد يستطيع أن يأخذها منك، فلا تدع الخوف الظرفي يعطلك، حقر فكرة ما حدث، وتذكر كلماتي هذه، وهي أن مقدراتك موجودة ومخزونة ويمكنك إخراجها مرة أخرى.

أريدك أن تقوم بتمارين نسميها بالتعريض في الخيال، وأنت جالس في المنزل مثلا تصور أنك أمام جمع غفير جدا من زملائك الطلاب وكذلك المعلمين، وكأن هنالك حفلا يقدم، وقمت أنت بتعريف ذلك الحفل وتقديمه، تصور هذه الخطوات، وكيفية مدارستك للبرنامج، وتقديمك لقارئ القرآن الكريم، ثم الكلمة الرئيسية، وهكذا، عش هذا السيناريو بكامله وبكل تفاصيله، ويجب أن تتعمق في التفكير، هذا نسميه بالتعريض في الخيال، والخيال في مثل هذه الحالات يكون واقعا أيضا، لأن هذه الأحداث تحدث، هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية: أريدك أن تقف وتتصور نفسك أنك تصلي بمجموعة من زملائك الطلاب، الصلاة من أساسها وأركانها الخشوع، وأن تقرأ القرآن بصوت عذب وندي، وأن تحسن الركوع والسجود وكل أركان الصلاة، تصور هذا الموقف – أيها الفاضل الكريم – وهو أيضا موقف يمكن أن يحدث في الواقع، وهكذا.

أريدك بصفة عامة أن تكون طالبا نموذجيا، تشارك في الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتكون دائما جالسا في الصفوف الأولى، تحل المشاكل التي قد تظهر بين زملائك الطلاب هنا وهناك، وعلى مستوى المنزل تكون شابا حيويا وفاعلا ومفيدا وبارا بوالديك، وتكون مساهماتك الأسرية واضحة، هذا يطور مهاراتك، ويزيل عنك هذا النوع من الخوف.

إذا: الأخذ بما ذكرته لك هو أمر ضروري جدا، وأريدك أيضا أن تطبق تمارين الاسترخاء، هي تمارين عظيمة ومفيدة جدا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) طبقها باقتدار وستجد فيها فائدة كبيرة جدا.

أود أن أضيف لك أيضا أن المشاركة في حلق القرآن هي أعظم وسيلة لعلاج الخوف والرهاب الاجتماعي، فهذا مؤكد، فلا تحرم نفسك من هذا أبدا، وأنت لم تذكر عمرك، لذا لن أنصحك بأي علاج دوائي، وما ذكرته لك يكفي تماما.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات