بعد إصابة طفلتي بالحمى، صارت تعاني من اضطراب وفزع وعزلة، ما السبب؟

0 243

السؤال

السلام عليكم

طفلتي تبلغ من العمر 8 سنوات ونصف، تدرس في الصف الثالث، وممتازة في دروسها، وحفظت ثلاثة أجزاء في فترة وجيزة، منذ الولادة لا تعاني من أي شيء، وبقية أطفالي الثلاثة بحالة جيدة.

تعرضت طفلتي لحمى فيروسية والتهاب رئوي حاد، وتنتابها أزمة نوبات سنويا، فأدخلت المستشفى، وهي داخل المستشفى لاحظت والدتها عليها آثار انزعاج وخوف من كادر التمريض والأطباء، ولاحظت بكاء شديدا وفزعا وطلبا ملحا للرجوع للمنزل، وبالفعل تم خروجها من المستشفى بشكل طبيعي بعد انخفاض الحمى، علما أنها تعاطت مضادا حيويا بالوريد
و(نيوبلايزر فونتلين) و(برنديسلون).

لما وصلت المنزل، استمرت حالة الاضطراب والفزع لمدة خمسة أيام، ثم تعافت من هذه الحالة، وواصلت على هذا المنوال دون أن نلاحظ تغييرا عليها، وباشرت دراستها في المدرسة، وبعد أربعة أيام من ذهابها المدرسة انتكست، ورجعت إلى حالة غريبة: رغبة شديدة في النوم واعتزال وعدم رغبة في اللعب مع إخوتها أو مشاهدة برامج التلفزيون التي تحبها، واستمر الحال أربعة أيام، وتعافت في الأربعة أيام الأخرى.

الآن رجعت لها نفس الحالة، استشرت أخصائيين نفسيين غير متخصصين في طب الأطفال، وأوصوا بعلاج دوائي للحالة؛ فريق أوصى بعلاج (قوتبين queitpine tablet)، بجرعة 50 ملجم مساء، والفريق الآخر أوصى (بتقريتول Tegretol tablet)، ولم نأخذ العلاج، ونرغب في استشارتكم والاستفادة من خبرتكم لاستبانة الطريق.

يا حبذا لو تدلوننا على أخصائي أو مركز للعلاج النفسي للأطفال بمنطقتي الرياض والقصيم في السعودية.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو دعاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اسأل الله –تعالى- لهذه البنت العافية والشفاء.

كثيرا ما تحدث تغييرات نفسية ومسلكية ومزاجية لبعض الأطفال بعد الإصابات الفيروسية، -الحمد لله تعالى- هي شفيت مما مرت به من علة، ومن الطبيعي جدا أن يكون هنالك تعاطف كبير من جانب الأسرة حيال الطفلة بعد الظرف المرضي الذي مرت به، هذا التعاطف -أيها الفاضل الكريم- فيه جزء إرادي وجزء غير إرادي، وقطعا الطفل يستطيع أن يلبي ما نسميه بحاجاته العصابية والوجدانية من خلال الاستئثار بحب الوالدين، أن يكون الطفل في وضع تستجاب له مطالبه، وأن يكون في وضع يتقرب فيه إلى والدته، وهكذا، هذا أمر طبيعي يحدث في بيتي وفي بيتك.

أيها الأخ الفاضل، أنا لا أقول: إن هذه الطفلة مرت بظرف نفسي بعد الإصابة الفيروسية، تجسدت في هذه المرحلة -أي مرحلة ما بعد الإصابة- في تعاطف شديد كان لدرجة الإضرار بها، لا أقول هذا، لكن هنالك وضع يجب أن يصحح من خلال: أن نعامل الطفلة معاملة طبيعية جدا، ولا أقول أن نقسو عليها، لكن يجب أن يتم تجاهل كل التصرفات التي ربما تكون الطفلة من خلالها تشد الانتباه إليها، وهذه عمليات نفسية على المستوى اللاإرادي، على مستوى العقل الباطني، ولا بد أن تذهب إلى المدرسة؛ هذا أمر مهم جدا، عملية الانعزال والرغبة الشديدة في النوم وعدم الرغبة في اللعب؛ ربما تكون ناتجة من تغير مزاجي، لكننا في تعاملنا مع الأطفال يجب أن نكون حذرين، ونتأكد من صحتهم الجسدية.

أخي الفاضل، اذهب بابنتك العزيزة إلى طبيب مختص في الطب النفسي للأطفال أو طب الأطفال، ويكون الطبيب مختصا في الجوانب العصبية، على الأقل سوف يجري لها بعض الفحوصات؛ إن احتاجت لتخطيط للدماغ مثلا أو شيئا من هذا القبيل، سوف يقوم بذلك.

أنا حقيقة لست على دراية بطبيب معين، لكني أعرف تماما أن الرياض فيها الكثير جدا من الإخوة الزملاء المختصين في الطب النفسي، وقطعا سوف تجد الطبيب المناسب الذي يقدم الخدمة المناسبة لهذه الابنة -حفظها الله-، لا تعط ابنتك (الكواكبين)؛ هذه جرعة كبيرة جدا، وأيضا لا تعطها (التجراتول) إلا بعد مقابلة الطبيب.

كما ننصحك بعمل رقية شرعية لها لنفي إن كانت أصيبت بعين أو غيره، وكما تعلم فإن الرقية آيات قرآنية وأحاديث نبوية، والقرآن شفاء، والرقية من الأسباب التي يتسبب فيها الإنسان للعلاج، وبلا شك أن فيها نفع ولن تضره.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، أسأل الله لها العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات