السؤال
السلام عليكم
لدي طالبة تصرفاتها غريبة، وكلامها غير مفهوم، وتغضب لأتفه الأسباب، ردة فعلها دائما شديدة, إذا غضبت تقوم بعض نفسها أو من أغضبها وتهجم عليه فجأة.
كذلك تقوم بعض الطاولة، حتى أنا تعرضت للعض منها، وكلامها كله صراخ، سواء الضحك أو الكلام، ولا تستجيب دائما عند مناداتها، أحتاج لمناداتها لأكثر من مرة كي تجيبني، لا تستطيع الصعود والنزول من الدرج إلا بصعوبة بالغة، لا تتواصل مع الآخرين في اللعب أو في التعامل أو في الدرس.
حتى في الاستيعاب ليست جيدة، وكذلك عند حل الأنشطة، مع أنني أقوم بشرح التمرين لها لكنها تقوم بالعبث على الورقة!
هل هذه الأعراض تنبئ عن مرض ما؟ وما الحل؟ وهل تحتاج إلى قياس مستوى الذكاء؟
للعلم تحدثت إلى المشرفة بشأن هذه الطالبة لكنها لم تحرك ساكنا.
أفيدوني فأنا محتارة جدا، والوضع يزداد سوءا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أنس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، وعلى اهتمامك بهذه الطالبة، جزاك الله خيرا، فقد تكونين أنت نقطة تحول إيجابي في حياة هذه الفتاة، ولا شك أن الوضع صعب، وخاصة مع قلة تجاوب إدارة المدرسة والمشرفة.
كنت أتمنى لو ذكرت لنا عمر الفتاة، وفي أي مرحلة دراسة هي الآن، لأن التعامل معها قد يختلف بحسب العمر.
نعم كثير مما ذكرت قد يشير لحالة من الإعاقة الذهنية أو ضعف نمو القدرات العقلية عند الفتاة، وعليه فلابد من تحويلها لأخصائية نفسية لتقوم بتقييم حالتها بشكل عام، وخاصة قياس مستوى الذكاء لديها.
هناك احتمال كبير من خلال ما ذكرت في رسالتك أن لدى الفتاة إعاقة ذهنية، أو ما كان يسمى في الماضي تخلفا عقليا، وإن كنت لا أحب هذه التسمية.
من الصعب القيام بتدريس هذه الطالبة وسلوكها وحالتها النفسية والذهنية بهذا الشكل، ولابد لإدارة المدرسة من تفهم الأمر، فالوضع بهذا الشكل ضار لها وللطالبات الأخريات، فلابد للإدارة من تفهم الأمر.
بعد القيام بتقدير مستوى الذكاء، يقرر الطريقة الأفضل لتدريس هذه الطالبة، سواء مع طالبات أخريات بمستوى ذكائها وقدراتها الذهنية أو من خلال دمجها في التعليم العام، وشخصيا أفضل الحل الأول، ولكن كل هذا يتوقف على نظام التعليم في بلادكم، فبعض البلاد ترى الفصل، والأخرى ترى ما يسمى بالدمج.
أنصحكم بالتعامل مع كل ما سبق، وبالتنسيق مع أسرة الطفلة، فلابد من أن يعرفوا ما يجري والاستماع لرأيهم في الأمر، ففي النهاية هي ابنتهم، وعليهم أيضا حسن التعامل معها عندما تكون في البيت.
وفقك الله، ونفع بك.