السؤال
السلام عليكم
أنا طالب في الثانوية، أحببت فتاة ولم تحبني، ثم بعدها جاءني وسواس عن الشرك، والأفظع أنه عندما ذهب جاءني وسواس أفظع عن المسيحية وعبادة الشيطان!
بدأت أبحث عن شريكة حياة حتى أنسى الأمر، ثم بعد ذلك الفتيات رفضنني، وبدأت أدعو الله لكي أجد فتاة تحبني، ولم أجد!
أشعر أن الله لا يحبني، والوسواس شديد، وأشعر أني أشركت أو عبدت الشيطان، وأشعر أيضا بعبادة أشخاص، وأشعر بأنني ضعيف الشخصية.
ماذا أفعل؟ هل هناك طريقة للتخلص من الوسواس وضعف الشخصية التي أوصلتني لهذه الوساوس؟ وهل هناك طريقة لمعرفة النصيب؟
الأفظع أني أخاف أن أشرك، أنا أشعر أني أشركت، وأن حياتي دمرت بسبب هذا الملعون! والمشكلة أن الامتحانات قادمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يرد عنك كيد شياطين الإنس والجن، وأن يوفقك في دراستك، وأن يجعلك من عباده الصالحين ومن أوليائه المقربين.
بخصوص ما ورد برسالتك – يا ولدي – فيما يتعلق بشريكة حياتك، فأنت تعلم أنك ما زلت صغيرا، وأن الأسرة ما زالت تنفق عليك، وهذا الأمر التفكير فيه الآن ليس صائبا، بل وليس في صالحك، ولذلك استغل الشيطان هذه الفرصة وحاول أن يفسد علاقتك بالله سبحانه وتعالى، وأن يدمر نفسيتك، وأن يجعلك في وضع نفسي غير مستقر، كل ذلك حتى يضعف مستواك الدراسي؛ لأنه سيشغلك عن الدراسة والمذاكرة والحرص على التميز، وبذلك تصبح إنسانا عاديا، لا تستطيع أن تتزوج، ولن يقبلك أحد زوجا لابنته؛ لأنك ستكون عاطلا أو فاشلا.
التفكير في هذا الأمر الآن أتمنى أن تغلقه نهائيا؛ لأنه غير مناسب بالمرة، الإنسان يفكر لو كان في مثل سنك ولديه أموال ولديه أعمال ولديه تجارات، نقول: نعم، أنت الآن رجل من حيث السن، ولكن بما أنك لا تملك قوت يومك وأنت عالة على غيرك، فقل لي بربك: كيف تفكر في أن تتزوج؟ وقد تكون أسرتك تقيم في شقة مكونة من غرفتين أو ثلاث، فكيف تتزوج؟ وأين؟ والشقة الآن قد تحتاج على الأقل إلى ألف جنيه أو أقل قليلا للإيجار، مجرد إيجار سكن، فقل لي بربك: هل هذا التفكير معقول ولدي عبد الرحمن؟
ألست تعيش في مصر وترى الظروف التي يمر بها الناس حتى تفكر بهذه الطريقة؟ يا ولدي: إن الشيطان يضحك عليك، وإن الشيطان يدخلك في معركة فاشلة خاسرة، الشيطان علم أنك ضعيف ولذلك استغل هذه الفرصة في غربتك في الارتباط بأي فتاة، وبدأ يشغلك بهذا الأمر عن المذاكرة وعن الدراسة، وعن علاقتك بالله تعالى، حتى أصبحت في هذا الوضع المحزن.
لذلك أقول لك – ولدي عبد الرحمن – وأنا في مقام والدك؛ لأن أبنائي أكبر منك بكثير: أول شيء أتمنى أن تصرف النظر عن فكرة الارتباط بأي فتاة مطلقا، ثم دعني أسألك سؤالا: بالله عليك أيها الرجل العاقل المحترم، هل تقبل أن تكون أخت من أخواتك لها علاقة مع إنسان، يمشي معها ويختلي بها، وقد يفعل معها أشياء لا ترضي الله تعالى؟
بالله عليك – يا عبد الرحمن – هل تقبل على نفسك هذا؟ أن تمشي أختك مع شاب؛ ليعاكسها ويمازحها ويمسك يدها، وقد يفعل معها أعظم من ذلك يا ولدي؟ أنت لن تقبل وأنا واثق؛ لأنك عبد الرحمن، لأنك ولد صالح أصلا، لأنك لو لم يكن فيك خير ما دخلت هذا الموقع، وأنت تعلم أن هذا موقع إسلامي متميز.
إذا هذه نقطة أولى، لا تفكر في الفتيات مطلقا، لأن هذا - بارك الله فيك – سلاح من أسلحة الشيطان المدمرة التي يدمر بها دينك وقيمك وأخلاقك ومستقبلك.
ثانيا: ركز على مذاكرتك ولا تفكر في غير ذلك أبدا مهما كانت الأسباب والدواعي، حتى وإن وجدت فتاة تبتسم لك أو تعدك بأن تمشي معك لا تطعها؛ لأن هذه معصية لله تعالى، وما عند الله –يا ولدي– لا يصل إليه الإنسان بمعصية الله، وإنما ما عند الله لا تصل إليه إلا بطريق واحد، ألا وهو طاعة الله تبارك وتعالى.
حافظ على صلواتك في جماعة، حافظ على وردك اليومي، حافظ على أذكار الصباح والمساء، ذاكر بانتظام، واجعل المذاكرة عندك عادة، لا تجعلها ظروفا، وإنما اجعلها عادة.
بالنسبة لهذه الوساوس: كلما جاءتك هذه الوساوس حاول أن تهرب منها، لا تعطها مساحة من التفكير أبدا، ولا تستسلم لها؛ لأنها حرب قذرة يشنها الشيطان على قلبك – يا ولدي – وأنت الذي ستمكنه من نفسك إذا استسلمت له.
لذلك كلما جاءتك هذه الفكرة استعذ بالله تعالى، واتفل تحت قدمك ثلاث مرات، وقم وغير الوضع الذي أنت عليه، فإذا كنت وحدك فاخرج لتجلس مع الأسرة، وتتكلم مع زملائك، وإذا كنت في غرفة مغلقة افتح باب الغرفة واخرج إلى الصالة أو غيرها، وإذا كنت لا تقرأ حاول أن تقرأ شيئا، وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ابحث لك عن صحبة صالحة تقضي معها بعض فراغك.
وحاول - بارك الله فيك – أن تسأل والديك الدعاء لك، وبإذن الله تعالى سيتحسن حالك، وأتمنى أن تضع أمامك هدفا كبيرا، وهو أن تكون الأول على صفك، حتى تستطيع أن تحقق أحلامك المشروعة بزوجة جميلة طيبة حسناء؛ لأنك عندما تكون متميزا متفوقا سيتمنى الناس أن يرتبطوا بك، ولهم الشرف.
هذا وبالله التوفيق.