هل هناك كيفية للحمل بتوأم ذكر؟

0 1130

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم إخوتنا جزيل الشكر على هذا الموقع الرائع، وأجركم عند الله كبير.

أنا امرأة متزوجة، وعمري 38 سنة، عندي طفلة واحدة تبلغ من العمر 6 أشهر، وأريد الحمل مرة أخرى بتوأم ذكر -إذا أراد الله سبحانه وتعالى-، أنا على يقين أن كل شيء بيد الله، ولكن من باب الأخذ بالأسباب أريد من سيادتكم أن تعطوني الخطوات اللازم اتباعها بالشرح والتفصيل المستفيض، وكيف أرفع مستوى خصوبتي إلى الحد الأقصى؟ وكيف أستعمل منشطات التبويض؟ أريد علاجا متكاملا، وهل صحيح أن الكلوميد يقسي جدار البويضة؛ لجذب الحيوان الأنثوي؟

تحاليلي كلها سليمة، ولا أشتكي من أي مرض.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عليا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم رغبتك بالحمل ثانية –يا عزيزتي-، لكن أحب أن أوضح لك بأنه لا يجوز البدء بأي منشطات مبيضية الآن؛ لأنه لم تمض بعد إلا ستة أشهر على ولادتك، خاصة إن كنت ترضعين طفلتك، فهنا سيكون هرمون الحليب مرتفعا في الدم، وهذا ما يتعارض مع تناول أية منشطات.

لذلك نصيحتي لك هي: إن كان الحمل السابق قد حدث بشكل طبيعي وبدون تأخير؛ فإن هذا يدل على أن الخصوبة عندك جيدة، وقد يحدث الحمل عندك ثانية بدون تأخير، لكن يجب الانتظار إلى ما بعد مرور سنة على الولادة، وذلك لإعطاء الفرصة كاملة لحدوث الحمل بشكل طبيعي، فنسبة حدوث الحمل في كل شهر هي 20% فقط حتى لو كان كل شيء طبيعيا، ولكن بعد مرور سنة تصبح في حدود 85%، وهي نسبة عالية –كما ترين-، ويجب الاستفادة منها؛ لأن الحمل بشكل طبيعي يبقى هو الأسلم للأم وللجنين -بإذن الله تعالى-.

على كل حال، حتى مع تناول المنشطات المبيضية فإنه لا ضمان لإنجاب التوأم، ولتوضيح الصورة أكثر لك ولأخواتي وبناتي السائلات، فإنني أقول: إن احتمال إنجاب توأم في الحالة الطبيعية وبدون تناول أية منشطات هو من 1-2%، وعند تناول الكلوميد وحدوث استجابة جيدة عليه فإن النسبة تصبح 8%، أما عند تناول الإبر فإن هذه النسبة سترتفع لتصل إلى 20% تقريبا، أي أن أعلى نسبة يمكن الحصول عليها مهما بذلنا من جهود هي 20% فقط، وبالطبع إن تناول الإبر المنشطة هي عملية ليست سهلة، بل هي عملية مكلفة ومجهدة، ولها اختلاطاتها؛ لذلك يجب عدم البدء بها قبل التأكد من أنك بحاجة لها فعلا.

أما بالنسبة لجنس المولود: فأؤكد لك على أنه لا توجد أي طريقة مثبتة لغاية الآن على الأقل يمكن اتباعها من أجل الحمل بمولود ذكر، وكل ما يروج له من طرق مثل: الغسولات المهبلية، أو توقيت الجماع، أو تناول أطعمة معينة، أو غير ذلك تعتبر مجرد نظريات فقط لا يوجد عليها دراسات، ولم تثبت صحتها، ولذلك فهي لم تدرج في الكتب والمراجع الطبية لغاية الآن، بل وقد يكون في اتباع هذه الطرق ضرر على السيدة، فمثلا إن اتباع طريقة الغسولات المهبلية بالبيكربونات قد يغير من بيئة المهبل الحامضة، ويشجع على حدوث الالتهابات، وقد يسبب أذى وضعفا في حركة النطاف، وقد يكون له دور في تأخير حدوث الحمل، وتضييع فرص كثيرة.

ولو كان هنالك طريقة آمنة ومؤكدة لإنجاب توأم ذكر لوجدت أغلب النساء في كل أرجاء المعمورة قد اتبعنها، ولحلت هذه المشكلة.

إن الطريقة الوحيدة المؤكدة التي يمكن من خلالها إنجاب مولود ذكر -بإذن الله تعالى- هي عن طريق عمل أطفال الأنابيب، مع عمل تحليل لصبغات الأجنة قبل إرجاعها إلى الرحم، بحيث يتم إرجاع الأجنة الذكور فقط، واستبعاد الأجنة الإناث، وهذا الأمر له أبعاده الأخلاقية والدينية التي ما تزال محل خلاف وجدل حتى في أوروبا وأمريكا، لذلك لا يتم عمله إلا في حال كان هنالك مرض وراثي عند أحد الوالدين ينتقل للإناث فقط.

إن الكلوميد لا يجعل جدار البويضة قاسيا، لكنه قد يجعل مخاط عنق الرحم سميكا وغير قابل للاختراق، فلا يحدث الحمل عند تناوله رغم حدوث الإباضة، ولذلك أؤكد ثانية على أن إعطاء المنشطات المبيضية يجب ألا يتم إلا عند الحاجة إليها، فقد لا يحدث الحمل مع المنشطات، بينما قد يحدث بدونها، فتكون السيدة قد فوتت على نفسها فرصة حدوث الحمل بتناولها للمنشطات إذا لم يكن هنالك استطباب حقيقي لها.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما، وأن يرزقك بما تقر به عينك.

مواد ذات صلة

الاستشارات