أرفض الخروج من المنزل ولا أستمتع بالحياة، فهل أنا مسحورة؟

0 491

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 23 سنة، أكره الخروج من المنزل، ليس خوفا من الناس، فأنا بطبعي انطوائية، وبمجرد التفكير في الخروج أشعر بضيق واختناق، والرفض الشديد للخروج، أشعر وكأن شيئا يمنعني، لا أعلم ما هو، وهذا الشعور يصاحبني دائما، حتى عندما أفكر في الذهاب إلى الطبيب، حيث آخذ القرار ولا أنفذه.

تمر السنوات، وأنا جالسة في البيت مرتاحة، ولا أتضايق من ذلك، ولكن حالتي تسوء بسبب ما أعانيه من أمراض، وكل ذلك بسبب كراهيتي للخروج من المنزل.

المرات النادرة التي خرجت فيها، لم أستمتع فيها مثل الآخرين، حيث أنهم يضحكون ويستمتعون، وأنا بينهم أشعر بالغربة خارج المنزل، وأن هذا ليس مكاني، وأحيانا أستوحش الناس والحياة حولي، ولا أصدق أنها حقيقة، فأنا بيتوتية -أحب البقاء في البيت-.

أعتقد أن حالتي ساءت بعد مروري بأزمة في الثانوية العامة، وبقائي في المنزل لمدة سنتين، وكنت أعاني من الاكتئاب، ولم يحاول أحد أن يخرجني مما أنا فيه، ومن وقتها فضلت البقاء في المنزل وعدم الخروج.

عذرا على الإطالة، ولكن عندما بحثت عن هذا الموضوع، وجدت أن البعض يصف الحالة أنها من أعراض السحر، فهل هذا صحيح؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أيتها الفاضلة الكريمة: هذا ليس من أعراض السحر، وأنا أؤمن بالسحر، لكن أؤمن أن الله سيبطله، فلا تشغلي نفسك بهذا الأمر مطلقا، حافظي على صلاتك، على أذكارك، على قرآنك، وارقي نفسك، وكوني مؤمنة وعلى قناعة مطلقة أن الله خير حافظا، هذا هو الذي يجب أن تتحركي من حيث تفكيرك وتصرفاتك الحياتية.

الذي تعانين منه – أيتها الفاضلة الكريمة – هو نوع من المخاوف يسمى برهاب الساح/الساحة، وهذا الرهاب يأخذ عدة أشكال، منها الانقطاع داخل البيت خوفا من افتقاد أمانه، وليس خوفا من الخارج، أو أن يكون هنالك خوف من الزحمة وأن يعرض الإنسان نفسه للآخرين.

أيتها الفاضلة الكريمة: العلاج هو أن تخرجي من المنزل، اجعلي لنفسك فترتين في اليوم تخرجين من خلالهما مع أحد محارمك، برنامج ثابت، اذهبي لزيارة الأهل مثلا، اذهبي لزيارة مريض، اذهبي إلى الأسواق بمعدل مرتين في اليوم، هذا لمدة أسبوع، بعد ذلك يمكن أن تخرجي وحدك لمكان قريب بإذن أهلك لمدة أسبوع آخر، وبذلك تكونين قد قتلت تماما رهاب الساحة.

وحتى تدعمي هذا العلاج البسيط والفعال، عليك بتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف ورهاب الساحة، الدواء يعرف تجاريا باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) ويسمى في مصر يعرف تجاريا باسم (مودابكس Moodapex)، اذهبي إلى طبيب نفسي -هذا هو الذي أفضله-، وإن لم تستطيعي الذهاب، فالدواء -في عمرك- سليم جدا، تحدثي مع ذويك حوله.

الجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما، تناوليها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة كاملة ليلا لمدة شهر، ثم اجعليها حبتين ليلا لمدة أربعة أشهر، ثم اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة أربعة أشهر أخرى، ثم نصف حبة ليلا يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أيتها الفاضلة الكريمة: لا بد أن تكون هنالك إدخالات أخرى على حياتك بجانب الخروج من المنزل، حتى التواصل عن طريق التليفون مع صديقاتك يفيدك.

أن تجعلي لحياتك هدف، ماذا تريدين أن تقومي به؟ ما هي خططك المستقبلية الآنية والخطط على المدى المتوسط والخطط على المدى البعيد؟ اقرئي، اطلعي، كوني بارة بوالديك، اشغلي نفسك داخل البيت، هذا هو العلاج، ولا أعتقد أنك مصابة بالسحر، لا توهمي نفسك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات