السؤال
السلام عليكم.
أنا امرأة متزوجة، سبق واستفسرت عن هذا السؤال، ولكنني لم أجد إجابة كافية، ورقم الاستشارة:2247500
سؤالي كان عن الرأس: هل ما أعاني منه ارتجاج في الرأس، أم لا؟ لأنني في أغلب الأوقات أشعر وكأنني في حلم مع من حولي، وأسرح كثيرا، وانتباهي مشتت.
أبحث كثيرا في النت عن أعراض الارتجاج في الدماغ، وتظهر لي إجابات تخيفني، وأشعر أن بعض الأعراض موجودة عندي، لا أدري هل هذا وهم أم حقيقة؟ أنا خائفة جدا يا دكتور، هل هذه أعراض ارتجاج الدماغ أم لا؟ وما علاجه؟ وهل هذا الشيء خطير، أم لا؟
أرجو الرد فأنا أعيش في حالة من القلق والتوتر، وأخاف من أي ألم ينتابني أن يكون بسبب ذلك الحادث، حمانا الله وإياكم من كل سوء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم العيال حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ارتجاج المخ أمر عارض وليس مزمنا، ومعناه المبسط أن خلايا المخ تهتز وترتج بسبب الحادث، فتحدث بعض التغيرات المؤقتة في كيمياء المخ؛ لأن الإشارات العصبية تنتقل بين الألياف العصبية عن طريق هرمونات ومواد، مثل: سيروتونين، ودوبامين وغيرهما، وعند الارتجاج يحدث خلل بسيط في انتقال تلك المواد بين الألياف العصبية، فيحدث الصداع، وتحدث الدوخة، وبعض الدوار، ثم سرعان ما يتم تدارك هذا الأمر، وتعود الخلايا العصبية إلى العمل المنتظم، وتعود كيمياء المخ إلى الانضباط، وتنتهي حالة ارتجاج المخ، أو ما يسمى: post concussion.
لذلك يجب أن تعلمي أن الارتجاج أمر مؤقت، وليس دائما، ولا يحدث فيه نزيف، ولا قطع للألياف العصبية، والارتجاج ليس مرضا مزمنا يصاحب من أصيب به بعد الحادث، هو فقط أمر عارض ينتهي خلال 48 ساعة على الأكثر من حدوثه.
وما يظل بعد ذلك، هو ما ذكرناه لك في الاستشارة السابقة من ذكرى تلك الحادثة التي تظل عالقة في الذهن، وتؤدي إلى اضطراب نفسي ما بعد الحوادث، ويسمى (PostTraumatic Stress Disorder)، وكلما مر شريط الذكريات قد تشعرين كأنك ما زلت في تلك الحادثة.
والعلاج ما ذكرناه لك من ضرورة زيارة طبيب نفسي، لعمل تحليل لحالتك، وسرد الذكريات لتلك الحادثة، والعمل على تجاوز تلك الذكريات، وهناك من الأدوية ما يناسب حالتك للخروج من حالة التوتر والقلق، مثل: prozac 2 0 mg، حيث يمكنك تناوله في الشهور الثلاثة القادمة، كبسولة واحدة يوميا، مع تناول الأدوية التي جاء ذكرها في الاستشارة السابقة لعلاج الإحساس بالألم.
وفقك الله لما فيه الخير.