أخجل من الناس كثيرا لدرجة التنازل عن حقوقي، فما نصيحتكم؟

0 282

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منكم الحل، ساعدوني؛ أعاني من الرهاب الاجتماعي، عمري 23، أخجل من الناس كثيرا لدرجة أني أتنازل عن كثير من حقوقي؛ لأتجنب المواجهة أو الإحراج، وأتلعثم بعض الأحيان إذا جئت أتكلم، ولدي نسيان كثير وعدم تركيز، ولا أقدر أعبر عن نفسي أو عن أي موقف حصل لي، وأحس أن عقلي متوقف عن التفكير، وبعض أفكاري مشتتة، وتأتيني شكوك كثيرة وما أعرف هل أنا على صح أم خطأ؟ وصرت لا أحب الجلوس مع الناس، على غير عادتي في الماضي.

أرجو النظر في حالتي، وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ثامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأود أن أؤكد لك أنني قد اطلعت على رسالتك، وأود أن أطمئنك أن الذي تعاني منه هو أمر بسيط، لكن يحتاج منك لجهد من أجل التغيير، وذلك لأن إرادة التحسن أمر يأتي من الإنسان، ينتجه الإنسان، لا يستورده الإنسان، والله تعالى حبانا بمقدرات وقوة كبيرة جدا، طاقات مختبئة، تجارب عظيمة، إذا ما أخرجناها واستفدنا منها سوف ننطلق في الحياة انطلاقات عظيمة.

أيها الفاضل الكريم: عمرك الجميل -وهذا أتمناه وأسأل الله تعالى أن يطيل لك في عمرك– هذا العمر الجميل، عمر النضارة، عمر الشباب، عمر الدافعية، عمر القوة، عمر الجمال، كيف تضيعه من خلال أفكار سلبية حقيرة، أفكار يمكن أن ترفضها، أفكار يمكن ألا تقبلها، يجب أن يكون هذا هو مبدأك من هذه اللحظة التي ذكرت لك فيها هذا القول.

أيها الابن الكريم: انظر إلى حياتك، انظر إلى السلبيات وقلصها، وانظر إلى الإيجابيات وعظمها وضخمها، ولا يمكن للإنسان أن يتخطى توجساته ووساوسه وقلقه وتوتره واكتئابه إن لم يكن له هدف في الحياة، أهداف قريبة المدى، أهداف متوسطة المدى، وأهداف بعيدة المدى، نسعى ونأخذ بالسببية، ونقدم مشيئة الله، لكنا لا نتواكل. هذا هو المنهج الذي يجب أن تنتهجه.

إذا حقر الفكر السلبي، أحسن إدارة وقتك، انطلق انطلاقة جديدة في حياتك. أشياء بسيطة أيها الفاضل الكريم: ممارسة الرياضة بصفة يومية تؤدي إلى تغيرات بيولوجية عظيمة في جسمك؛ مما يقوي نفسك وجسدك. برك لوالديك يسقط عليك الرحمة من كل مكان، زيارة المرضى، الجلوس مع الأصدقاء، الترفيه عن النفس بما هو جميل، العمل، المثابرة، القراءة، الحرص على صلاة الجماعة، تلاوة القرآن، الذكر... كل هذا بسيط ومتاح في مجتمعاتنا، لماذا نكون غافلين يا ثامر أيها الابن العزيز؟

خذ هذه الرسالة أرجوك بمصداقية؛ حتى تستفيد منها. أنا حريص جدا أن يساهم مثلك في بناء نفسه وأسرته وأمته، فأرجو أن تأخذ المنهج الذي ذكرته لك، وأريد أيضا أن أدعم الدعم السلوكي الذي قدمته لك بأن أنصحك أن تتناول دواء بسيطا جدا، عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) ويسمى علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، والنوع الذي يسمى (زيروكسات CR) هذا دواء بسيط وجميل يزيل المخاوف والتوترات، ويحسن المزاج مما يحسن عندك التركيز.

ابدأ بتناول الدواء بجرعة 12.5 مليجرام، تناولها يوميا لمدة شهر، تناولها بعد الأكل، بعد ذلك اجعلها خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 12.5 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 12.5 مليجرام مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أيها الفاضل الكريم: اتخذ خطوات عملية حسب ما ذكرته لك، وأرجوك ابحث عن عمل، استمر في دراستك، انضم لمراكز تحفيظ القرآن، واذهب إلى مكتبة وقم بقراءة كتاب، أشياء جميلة، أشياء بسيطة جدا في حياتنا.

أنا سعيد جدا برسالتك، وأسأل الله لك التوفيق والسداد والعافية والمعافاة في الدين والدنيا والآخرة، ولنا جميعا.

مواد ذات صلة

الاستشارات