السؤال
السلام عليكم
أعاني منذ الصغر من القولون والإمساك المزمن، والحمد لله على كل حال، ذهبت لأكثر من دكتور وجربت كل الملينات والمراهم، ولا فائدة!
لا أستطيع التبرز إلا بوضع اليد لإزالة التبرز، وحاولت أن أترك هذه العادة ولكن دون فائدة، فهل تجوز لي صلاة أو صوم؟ وماذا أفعل؟
هل أستخدم الملينات وهي تعمل إسهالا وإحراجا في العمل، أم ماذا أفعل؟ أشعر بالحرج في العمل من تطويل في الحمام نحو نصف ساعة.
كما أعاني من نزول دم أحمر باستمرار من وقت لآخر، وهرش من فتحة الشرج.
أرجوكم ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرا، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يجب أولا التأكد من سبب الإمساك المزمن، فهناك الكثير من الأسباب العضوية لمثل هذه المشكلة، منها مشاكل الغدد والأملاح، وكسل القولون ومشاكل العضلات القابضة في المستقيم، ويمكنك استشارة طبيب متخصص في مجال الجهاز الهضمي، ويمكنه إجراء فحوصات دم وحتى تنظير للأمعاء، وفحص لعضلات الشرج بواسطة جهاز خاص.
أما العلاج فيعتمد على التشخيص، وإذا ما كانت الفحوصات جميعها سليمة فلابد من تناول ملين بدرجة مناسبة تتحكم في الأعراض، والتخلص من الإمساك دون التسبب في الإسهال، وتتكون فترة العلاج أولا من التخلص من كميات البراز المتراكمة في القولون، وتحتاج هذه الفترة إلى أسبوع، حيث يصف الطبيب جرعات أعلى من الملينات ثم تأتي المرحلة الثانية، وهي التحكم في الإمساك، بتناول ملين مناسب، والتغذية المنتظمة التي تحتوي على ألياف عالية، وتقليل الملح والأطعمة الدسمة، وممارسة الرياضة، وتناول الماء بكميات كبيرة، وتناول الفواكه والخضروات، وعدم اللجوء إلى استخدام اليد لتفريغ القولون، حيث تؤدي هذه العادة إلى كسل الأمعاء، وقد تتسبب في جرح عضلات القلون أو الغشاء المخاطي، وهذه الطريقة غير صحية، ولا يوجد سبب لاستخدامها، وكل ما عليك هو تنظيم جرعة الملين بحث لا تتسبب في الإسهال، وتمنع الإمساك.
من الأدوية الجيدة عقار يسمى الموفيكول أو البولي ايثيلين جلايكول، وهو فعال جدا، يأتي بصورة بودرة تذاب في الماء، وللمرحلة الأولى يمكن استخدام 4 إلى 6 أكياس في ثلاثة أكواب من الماء، ويفضل في أيام الإجازة.
أما في باقي الأسبوع فيمكنك استخدام كيس إلى كيسين أو حتى ثلاثة تذاب في نصف كوب إلى كوب ونصف من الماء، ويمكنك استخدام عقار مساعد آخر مثل اللاكتيلوز أو حبوب السنا.
وبالله التوفيق.
+++++++++++++++
انتهت إجابة د. حاتم حمدي الكاتب. استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي. مستشار الشؤون الأسرية والتربوية
+++++++++++++++
مرحبا بك - أيها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء.
من الناحية الشرعية: بعض الفقهاء يصرح بأنه لا يجوز للإنسان أن يدخل أصبعه في دبره بقصد الاستنجاء وإخراج ما في المحل، بل وقد ألحقه بعضهم بالمحرمات الغليظة، فصرح بعض فقهاء المالكية ومنهم النفراوي في كتاب (الفواكه الدواني) بقوله: "وليس عليه – أي مريد الاستنجاء – الغسل ما بطن من المخرجين حال استنجائه، لا وجوبا ولا ندبا، بل ولا يجوز له تكلف ذلك بأن يدخل الرجل أصبعه في دبره، إذ هو من الرجل للواط".
بان لك بهذا أن الفقهاء يشبهونه باللواط، وهو إن كان لا يبلغ حكم اللواط من حيث القبح والفحش وترتب العقاب عليه، إلا أنه يبين لك مدى شناعة وقبح هذا الفعل.
ينبغي أن تنصرف عن هذا الفعل إلى ما أرشدك إليه الطبيب، وزاد الأمر تأكيدا كلام الطبيب الأخ الدكتور حاتم حين بين لك عواقب هذا الفعل وأضراره عليك.
أما الصلاة والصوم فإنهما واجبان عليك، وأنت في ذلك كغيرك من الناس، فالواجب عليك أن تتقي الله تعالى، وتؤدي ما فرض الله عليك، واعلم بأن قيامك بالواجبات وتجنبك للمحرمات هو من أعظم أسباب الرزق الحسن وارتفاع البلاء عنك ودفع المصائب.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يأخذ بيدك إلى كل خير.