لا أشعر بطعم الحياة بسبب الخجل والتهميش وعدم إكمال الدراسة!!

0 287

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 27 عاما، أريد أن أشرح حالتي التي بدأت من بداية سن المراهقة، لم أعد أحس بطعم الحياة، لقد عزلتني أمي عن الناس، كنت أحاول الاختلاط بالناس لكني أفشل دائما، حتى امتدت الحالة إلى المنزل، فتدريجيا صرت لا أتكلم إلا مع أختي فقط، وفي المدرسة كنت خجولة جدا وتفوقي كان ملحوظا في الاختبارات التحريرية فقط، أما الشفهية فكنت أعديها بصعوبة فائقة، أنهيت دراستي الثانوية بصعوبة كبيرة، ولم أدخل الجامعة مع أني كنت أود ذلك، لكن تدهورت في الدراسة في آخر سنة في الثانوية.

والآن لم تعد لي شخصية أبدا، دائما يحسبون أختي الصغيرة هي الكبيرة، لأن شخصيتي معدومة كليا، حتى لما يشتمني أحد أكتفي بالسكوت والنظر، لكني أحترق من الداخل وأبكي بعدها لكن بمفردي.

أنا حساسة جدا، وأتمنى أن أكون مثل البنات في عمري، عندهن صديقات ويخرجن لوحدهن ويتكلمن بثقة، لا أريد أن أكون مهمشة هكذا، حتى أني توظفت لأقوي شخصيتي لكن لم أتحسن، لم أكن أتكلم إلا مع واحدة فقط، والباقي عرفوا أني كذلك وصاروا يتحاشونني، وهذا سبب لي تعبا نفسيا إلى أن تركت الوظيفة، تعبت من التهميش، حتى الزواج تزوجت أختي الصغرى قبلي لأنها جريئة قليلا.

أرجوك أريد دواء يصرف بدون وصفة في السعودية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا يوجد دواء أبدا يغير الناس، الناس يتغيرون من أنفسهم، والله تعالى حبانا بالطاقات وحبانا بالمقدرة وحبانا بكل شيء، هي خبرات دفينة موجودة في داخلنا.

أيتها الفاضلة الكريمة: يجب أن تكون لك عزيمة التغيير، عزيمة الرفعة والسمو، ولا تنظري لنفسك نظرة سلبية، أنت الآن توظفت وأمامك فرصة عظيمة جدا للتفاعلات الاجتماعية الإيجابية وتطوير المهارات، وحتى وإن لم يكن لك نصيب في الدراسة الجامعية لكن يجب أن تخططي لتطوير نفسك أكاديميا، وتوجد الآن عدة كورسات مختلفة، والتعليم أصبح متوفرا جدا، فاجعلي لنفسك مشروع حياة، مثلا حفي 10 أجزاء من القرآن الكريم، وهذا يتم قطعا من خلال الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، وتنظيم الوقت، هذا كله يؤدي إلى تغيير الإنسان.

والإنسان الذي يعيش في حسرات وتوهمات سلبية، ويكون أسيرا للماضي وخائفا من المستقبل، لا شك أنه يفقد حاضره، لا أريد أن تكوني من هؤلاء الذين فرضوا الإحباط على أنفسهم دون أن يكون هنالك سبب لذلك، والمشكلة الأساسية لكثير من الناس أنهم لا يسألون أنفسهم: لماذا نحن هكذا؟ لماذا نحن محبطون؟ لماذا نحن لا نتغير؟

أيتها الفاضلة الكريمة يمكنك أن تغيري نفسك، كوني صاحبة وجود في بيتك بين أسرتك، والزواج سيأتيك -إن شاء الله تعالى-، أسأل الله تعالى لك الزوج الصالح.

أنا أعتقد أنه لا بأس أبدا أن تتناولي عقار بروزاك والذي يعرف باسم فلوكستين، فهو سليم جدا، وهو محسن للمزاج، ومحسن للدافعية، ولا يؤدي إلى الإدمان ولا يؤدي إلى تغير في هرمونات النسوية، والجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم تتناوليها بعد الأكل نهارا لمدة أربعة أشهر، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات