السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر القائمين على هذا الموقع، وأود استشارتكم بأكثر من موضوع:
أولا: أنا متزوجة منذ سنتين، حملت مرتين، ثم أجهضت في الشهر الثالث، رغم أن أموري في فترة الحمل كانت سليمة، إلا أنني عملت تحليلا أظهر وجود تخثر في الدم، وحدث الإجهاض بعدها، وصرف لي الطبيب إبرة تحت الجلد، وإسبرين أطفال، أستمر عليه كل يوم لمدة تسعة أشهر، فما هو سبب تخثر الدم؟
ثانيا: أنا أمارس العادة السرية منذ سنتين بشكل سطحي، فهل العادة السرية تؤثر على الحمل؟ أو تسبب الإجهاض؟ أو تؤخر الحمل؟
ذهبت إلى الطبيبة في أيام التبويض، وكانت البويضة جاهزة للتلقيح، وحصل الجماع في ذات اليوم، ولكنني بعد الجماع بنصف ساعة اضطررت للتبول -أكرمكم الله-، ولاحظت نزول سائل غريب أثناء التبول، فما هو هذا السائل؟ وهل التبول بعد الجماع يؤثر على تلقيح البويضة؟ وكم يستغرق الحيوان المنوي حتى يصل إلى الرحم؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جنة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
عوضك الله بكل خير، وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك يوم القيامة، يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب -بإذن الله تعالى-.
إن زيادة التخثر في الدم له أسباب عدة، لكن هنالك حالة خاصة من زيادة التخثر، كثيرا ما تؤثر على الحمل، وتسبب الإجهاض المتكرر تسمى باسم: متلازمة الأجسام المناعية المضادة للفوسفوليبيد، وفي هذه الحالة فإن الجسم يقوم بتشكيل أجسام مناعية غير طبيعية، تقوم بمهاجمة مادة في الجسم تسمى: الفوسفولبيد، مما يؤدي إلى تشكل الخثرات، والجلطات، التي قد تنتقل في الدم فتسد الأوعية الدموية، بما في ذلك أوعية المشيمة، مما يؤدي إلى توقف نبض الجنين، وتوقف تطوره، ثم حدوث الإجهاض.
سبب هذه الحالة غير معروف بشكل دقيق، لكنها تعتبر نوعا من أنواع الاضطراب المناعي، وتصنف من ضمن الأمراض المناعية الذاتية، وقد يكون للوراثة دورا فيها.
إن ممارسة العادة السرية لا تؤدي إلى زيادة التخثر في الدم، وهي ليست السبب في حدوث الإجهاض عندك، لكن من المحتمل أن تسبب زيادة في احتقان الحوض عند من لديها ضعف في جدران الأوعية، والاحتقان بحد ذاته سيشجع على حدوث الخثرات، فتزيد من حدة أعراض المرض الأصلي، خاصة إن تمت ممارستها خلال الحمل.
وأنصحك -يا عزيزتي- بترك هذه الممارسة القبيحة، فأنت امرأة متزوجة, وفي هذه الممارسة إهانة لنفسك ولجسمك، بل وفيها نوع من الخيانة للعلاقة الزوجية، فكيف ترتضين لنفسك بالحرام، وقد أغناك الله -عز وجل- وأنعم عليك بالحلال؟ فشدي العزم على تركها، ولن يتطلب منك الأمر إلا الإرادة القوية، والعزيمة الصادقة، وأنا متأكدة من أنك تملكينها -إن شاء الله تعالى-.
وبالنسبة لسؤالك عن التبول بعد الجماع: فإنني أؤكد لك على أنه لا ضرر من ذلك، ولن يكون سببا في منع الحمل، وعلى العكس فإننا ننصح السيدة المتزوجة بأن تقوم بالتبول بعد الجماع دائما، وبأسرع ما يمكن؛ لأن هذا سيحمي المثانة من حدوث الالتهابات.
إن السائل الذي تلاحظين نزوله بعد الجماع وعند التبول، هو الجزء غير المخصب من السائل المنوي، أما الجزء المخصب فإنه لا يخرج خارج المهبل، بل يصعد بسرعة إلى عنق الرحم، والذي يقوم بتخزينه في المخاط الموجود في داخله، ثم يستمر بتزويد الرحم به على شكل دفقات لمدة ثلاثة أيام متتالية، لذلك فإن احتمال الحمل يبقى ممكنا لمدة ثلاثة أيام بعد الجماع، وبعض الحيوانات المنوية في السائل تكون سريعة جدا.
وفي بعض الدراسات تمت ملاحظة وصول النطاف إلى الأنابيب بعد دقائق قليلة من حدوث الجماع، وهذا يعتمد على سرعتها، فالنطاف السريعة جدا يمكن أن تصل في خلال دقائق قليلة، أما النطاف الأقل سرعة، فقد تحتاج إلى ساعات، وأحيانا إلى أيام، وأقصى مدة تبقى النطاف فيها قادرة على الحركة والإلقاح هي مدة 3 أيام.
نسأل الله -عز وجل- أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.