السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة، أعاني من نوبات هلع بين فترات متقطعة جعلتني أتوقف عن الدراسة لفترة مؤقتة، وبعد عقد قراني زادت هذه الحالة جدا، فأصبحت أشعر بها يوميا؛ مما جعلني دائما متوترة وخائفة، وأشعر بصعوبة في النوم، ونفسية سيئة، وأشعر بأنني سأموت، وتأتيني أفكار بأنني مصابة بمس عاشق.
أنا محافظة على الصلاة في وقتها، والأذكار صباحا ومساء -ولله الحمد- وقد طلبت من والدتي أن ترقيني، ولكنني لم أشعر بالراحة، أصبحت أشعر بآلام خفيفة في الرحم، وقشعريرة في المنطقة الحساسة.
علاقتي مع خطيبي عادية جدا، أتواصل معه بشكل يومي، أشتاق له رغم سكنه في مدينة أخرى، وعندما يزورني ويقترب مني أكون سعيدة، ولكنني أشعر بغثيان خفيف، أقضي أغلب وقتي بالقراءة، وأحاول عدم الجلوس بمفردي، ولكنني أشعر دائما بالتعب، وحالتي النفسية سيئة.
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالذي حدث لك بالفعل هي نوبة هلع، وبعد أن انقشعت وذهبت هذه النوبة دخلت فيما نسميه بمحور قلق المخاوف الوسواسية، والأمر تعقد لديك بعض الشيء نسبة لانشغالك بموضوع السحر والمس العاشق، وهذه المسميات بكل أسف راجت في مجتمعنا لدرجة محزنة جدا لأنها أضرت بالشباب والشابات.
أيتها الفاضلة الكريمة: الأعراض من الواضح أنها مفصلة لتناسب اعتقادك بأنك مصابة بهذا المس، هذا -أيتها الفاضلة الكريمة- لا أساس له أبدا، أنا أؤمن بالعين والسحر والمس، وأؤمن أن الله خير حافظا، واجعلي إيمانك مثل إيماني، لن يصيبك مكروه أبدا.
آلمني جدا الشعور الذي يأتيك بآلام خفيفة في منطقة الرحم أو حركة وقشعريرة في المنطقة الحساسة: هذا كله -أيتها الفاضلة الكريمة- ناتج من الاعتقادات الخاطئة التي هيمنت عليك، أنت بخير، أنت في كنف الله تعالى، كوني إيجابية في تفكيرك، تعاملي مع خطيبك في النطاق الشرعي، وعجلي بالزواج، واسألي الله تعالى أن يوفقك فهذا هو المطلوب، ولا تتركي مجالا للفراغ الذهني أو الزمني، لأن ذلك يعطل حياة الناس كثيرا، ويبني كثيرا من التوهمات، فالزمن غال والحياة تمضي، ولذا يجب أن نستفيد من أوقاتنا، ونعرف أن الواجبات أكثر من الأوقات، عيشي الحياة بقوة، ولا تخافي من المستقبل، فالمستقبل جميل جدا -إن شاء الله تعالى-.
وأعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي لمدة قصيرة، مدة ثلاثة أشهر سوف تكون كافية جدا لتناول أحد مضادات قلق المخاوف الوسواسي، وهي كثيرة، وأعتقد أن تناول مثل: (فافرين Faverin) ويعرف علميا باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، سيكون مفيدا جدا بالنسبة لك، فإن تمكنت أن تذهبي إلى الطبيب فهذا جيد، وإن لم تتمكني؛ فجرعة الفافرين هي أن تبدئي بخمسين مليجراما ليلا، تناوليها لمدة عشرين يوما، وهذا الدواء يفضل تناوله بعد الأكل، بعد ذلك اجعليها حبة من فئة مائة مليجرام ليلا، استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وتوجد أدوية مماثلة كثيرة مثل: (سبرالكس Cipralex)، والذي يعرف علميا باسم (استالوبرام Escitalopram)، و(زيروكسات Seroxat) والذي يعرف علميا باسم (باروكستين Paroxetine)، و(زولفت Zoloft) والذي يعرف أيضا تجاريا باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline)، وكلها أدوية ممتازة وفاعلة وغير إدمانية.
ولا مانع من استعمال الرقية الشرعية ففيها خير وفائدة كبيرة لك.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.