كيف يمكنني معالجة ظاهرة تقلب المزاج؟

0 308

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أريد أن أشرح لكم مشكلتي: منذ فترة المراهقة وأنا أعاني من تقلب المزاج, تعالجت منه قبل سنة تقريبا، قررت أن أكتب كل السلبيات التي أريد أن أغيرها، وكنت أشاهد المقاطع التحفيزية –والحمد لله- نجحت, وخف تعكر المزاج، وشعرت بإيجابية ونشاط.

بعد فترة رجعت لي نفس المشكلة؛ علما بأنه عندما يأتيني تقلب في المزاج أصاب بتعب، وعندما أكون نشيطا أكون أكثر اجتماعيا، وعندما يأتيني تعكر المزاج أصبح ضعيف الشخصية، غير اجتماعي مع الناس، فما سبب ذلك؟ وكيف يمكنني أن أعالج هذه الظاهرة؟ وما هي الأدوية والفحوصات اللازمة؟

أمنيتي هي: أن أبقى دائما في تلك الحالة الإيجابية، والنشاط الذي كنت فيه، علما بأنني أعاني من الإكزيما حول العين وفي اليدين، ولا أتناول الخضروات والفواكه كثيرا، فهل أنا بحاجة إلى أخذ حبوب الفيتامينات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطنة عمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تقلب المزاج هي حالة وجدانية معروفة تصيب بعض الناس، وتقلب المزاج يوجد في شكل طيف لدى بعض الناس، تكون هذه الحالات بسيطة جدا عندهم، وبعض الناس تكون الحالات واضحة وظاهرة وشديدة لدرجة أنه يتكون لديهم قطبان، قطب اكتئابي يعقبه أو يسبقه ما يسمى بالقطب الانشراحي الهوسي، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأقطاب مختلطة، أي عكر المزاج والانشراح يتواجدان مع بعضهما البعض في نفس الوقت.

وهذه الحالات قد تكون حالات طبيعية جدا، وقد تكون حالات مرضية، إذا كانت الحالة شديدة ووصلت لمرحلة الهوس أو الاكتئاب المطبق، ففي هذه الحالة تسمى بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وهو له عدة تقسيمات وعدة جزئيات، وفي منتصف الطريق يوجد ما يسمى بـــ (الشخصية السيكلوثايمية) أي الشخصية المتقلبة المزاج.

كما ذكرت قد تكون الحالات بسيطة وعادية، وأعتقد أن هذا هو الوضع بالنسبة لك، لكن – أخي الكريم – لمزيد من التأكد: أريدك أن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، لأنه لا بد من أن تقوم بإجراء فحص مقاييس لشخصيتك، والفحوصات الجيدة لا يمكن أن يطبقها الإنسان لوحده، مثلا مثل فحص (Minnesota) وهو من الفحوصات الجيدة، هذا لا بد أن يطبق بواسطة المختص النفسي.

وإن اتضح أن حالتك تتطلب علاجا بأحد المثبتات البسيطة مثلا، فهذا سوف يقوم به الطبيب، هذا من ناحية.

من ناحية موضوع الإكزيما: هذا يفضل – أيها الفاضل الكريم – أيضا أن تعرض نفسك على طبيب الأمراض الجلدية، هذه الحالات حالات معظمها بسيطة ويمكن علاجها، لكن لا بد أن يكون المنهج العلاجي صحيحا وبواسطة المختص.

عدم تناولك للخضروات والفاكهة: قطعا خطأ، إن كنت تتناول منها كمية قليلة كما فهمت من رسالتك فأرجو أن تكون وسطيا في هذا المجال، وإذا كان الغذاء متوازنا وصحيحا لا يوجد داع لتناول الفيتامينات إلا إذا اتضح أن هنالك نقصا في مستوى الفيتامينات، وهذا أيضا لا يحدد إلا من خلال الفحوصات المختبرية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

===========================================
انتهت إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد علام استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
===========================================

بالنسبة لمشكلة الإكزيما المذكورة، ففي أحوال كثيرة تكون مزمنة، بمعنى أنها قد تختفي أو تقل في بعض الأحيان، ثم تعاود في الظهور مرة أخرى، ويختلف في شدة الإصابة من مجرد جفاف بسيط، وتشققات، إلى التهاب حاد مصحوب باحمرار، وحبوب بها حكة أو فقاعات أو إفرازات وقشور، وربما يكون مصحوبا بزيادة في سمك الجلد إذا لم يتم العلاج بصورة فعالة.

وفي حالتك يجب أن يكون العلاج تحت الإشراف الطبي، لأن نوعية العلاجات المستخدمة في الغالب تحتوى على الكورتيزون الموضعي، وربما بعض العلاجات الأخرى، والطبيب يختار المستحضر المناسب على حسب درجة انتشار الإكزيما وشدتها، وكذلك مكان الإصابة، فالكريم العلاجي الذي يستخدم للعين يختلف عن ذلك الذي يستخدم لليدين، ويجب استخدام تلك المستحضرات بعد وصفها من قبل الطبيب لفترة قصيرة، وبشكل متقطع، حتى نقلل من الآثار الجانبية المحتملة جراء استعمالها، ويجب استعمال الكريمات المرطبة باستمرار، لعلاج الجفاف المصاحب إن وجد، وللتقليل من الحاجة الى استعمال الكريمات الطبية.

الخضروات والفواكه من الأغذية الغنية بالفيتامينات والمعادن، واللازمة لعمل خلايا وأجهزة الجسم المختلفة بشكل فسيولوجي سليم، ويجب ويفضل الحصول على تلك الفيتامينات والمعادن من خلال الوجبات الصحية التي تحتوي علي عناصر الغذاء المتكاملة، ولا أنصح بتناول الفيتامينات بدون داع إلي ذلك، ومن الممكن التواصل مع أخصائي التغذية لمساعدتك في ذلك الأمر.

أتمنى لك التوفيق والسعادة.

مواد ذات صلة

الاستشارات