يصعب عليّ الخروج والنوم بسبب ضيق الصدر

0 559

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب جامعي تأتيني حالات غريبة من الأرق والخوف وتسارع القلب، ذهبت إلى طبيب القلب وعملت التحاليل وجميعها سليمة، مع العلم أن عندي خوارج انقباض، ولكن ذهبت هذه الحالة من فترة، ثم رجعت تقريبا منذ شهرين، وإلى الآن وأعراضها أقوى من أول مرة، مثلا كانت تأتيني حالة من الفزع الشديد، ويضيق تنفسي، وأحس بتنميل، ودوخة، وتسرع قلب، ذهبت وعملت كل الفحوصات، وكانت سليمة، دكتور الهضم، وصف لي سيروكسات 12.5، تناولته أسبوعا، وبعدها بيوم كنت أقود السيارة، وأصابتني الحالة، فتوقفت فجأة عند (كلينك طبي).

ذهبت لدكتور باطنية، فحللت الغدة الدرقية، وكانت النسبة مرتفعة قليلا، يعني كانت 1.89 و الحد 1.70، فوصف لي دواء للغدة، والصراحة أني شكوت له أعراض الغدة، ثم قلت: لا هي حالة نفسية، وقال لي: خذ اندرال 10 مرتين في اليوم، وأنا في بعض الأحيان كنت آخذ لوكزيتانيل 1.5 عند عدم النوم؛ لأني كنت أستيقظ بحالة من الاختناق.

بعدها استمررت أسبوعا على الأدوية، وذهبت عند طبيب غدد، فقال لي: لا يجب أن تتناول دواء للغدة فالنسبة غير مرتفعة جدا، ويجب أن أوقف الدواء، كلمته عن حالتي، فوصف لي سبرالكس 10، وأنا مستمر عليه للآن، وذهبت لطبيب استشاري نفسي، وقال لي: مارس الرياضة، واستمر على الدواء، وستتحسن.

أصبح من الصعب علي عمل الكثير من الأشياء مثل الخروج والنوم بسبب ضيق الصدر، وكثير من الأشياء تغيرت في حياتي منذ أن أتتني هذه الحالة، فما النصائح؟

أنا الآن مستمر على السبرالكس، وبعض الأحيان ليكزوتانيل، وكنت آخذ اندرال في حالات تسرع القلب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن القلق هو المسبب لحالتك، والتي أخذت منحى نوبات الفزع أو الهرع، والأرق كثيرا ما يكون مصاحبا لهذه الحالات.

أنت الآن مطمئن -الحمد لله تعالى- أن قلبك سليم، وأن الغدة الدرقية لديك سليمة، والتغير البسيط في الفحص يمكن إعادة فحص الغدة بعد ستة أشهر، والطبيب الذي قال لك لا تتناول أي دواء للغدة مصيب وكلامه صحيح.

قبل أن نتحدث عن الأدوية النفسية أرى أنه من الضروري جدا أن تركز على ممارسة الرياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء، وأن تتجنب النوم النهاري، وألا تكثر من شرب الشاي والقهوة، وتتوقف عنها نهائيا بعد الساعة السادسة مساء، وكل محتويات الكافيين من الأفضل أن تتجنبها في فترة المساء؛ لأن تناول الشاي والقهوة بكميات كبيرة قد يؤدي إلى الخوارج الانقباضية، وفي ذات الوقت قطعا يكون سببا رئيسيا في اضطراب النوم.

تمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة تساعد كثيرا على النوم بصورة ممتازة، وكن حريصا على أذكار النوم.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أتفق تماما مع الأطباء الذين نصحوك بالاستمرار على السبرالكس، وأقول لك: حتى تحس بفائدته ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما، الآن كل الدراسات تشير أن الجرعة العلاجية تقريبا هي عشرين إلى ثلاثين مليجراما، لن تحتاج لثلاثين مليجراما، عشرون مليجراما سوف تكون كافية، استمر عليها لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك ارجع للجرعة الوقائية، وهي عشرة مليجرام، والتي يجب أن تستمر عليها لمدة أربعة أشهر أيضا، ثم اجعله خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة للإندرال فيوجد مستحضر يسمى (إندرال 80) طويل الأمد، هذا ربما يكون أفضل، إذا تناولت منه كبسولة واحدة في الصباح لمدة شهرين، ثم تجعلها عشرة مليجرام يوميا لمدة شهر، هذا أفضل.

تناول الإندرال عند اللزوم لا بأس به، لكن في بدايات العلاج من الأفضل أن يكون العلاج مكثفا ومنتظما؛ لأن هذا يبن قاعدة بيولوجية ممتازة جدا.

أخي الكريم: لا أريد أن أكثر عليك من الأدوية، لكن إذا لم يتحسن النوم لديك ربما يكون تناول عقار يعرف تجاريا باسم (سوركويل Seroquel)، ويسمى علميا باسم (كواتيبين Quetiapine) بجرعة خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهر إلى شهرين، ربما يكون هذا جيدا، والبديل للسوركويل هو عقار يعرف تجاريا باسم (ريمارون REMERON)، ويعرف علميا باسم (ميرتازبين Mirtazapine) تناوله أيضا بجرعة خمسة عشر مليجراما – أي نصف حبة – ليلا، سيكون أمرا جيدا ومفيدا، لكن لا تتناول السوركويل والريمارون في ذات الوقت، فأنت لست في حاجة لهما سويا، والـ (لوكزيتانيل) دواء لا بأس به، لكني أخاف قطعا من التعود عليه.

أخي الكريم: عش حياتك بصورة عادية، وكن فعالا؛ لأن هذا أيضا من أحسن طرق العلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات