السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الموقع المميز والرائع؛ الذي من خلاله يمكن لنا أن نقول ما بداخلنا من هموم دون أي خجل.
أنا أبلغ من العمر 36 سنة، أحب العمل والنشاط والمرح في حياتي، ولكن منذ عامين، وبعد أن ذهبت إلى الطبيب، ووجد أن عندي ما يسمى بالقولون العصبي، وذلك بعد ألم أحسست به، منذ ذلك الوقت إلى اليوم وأنا أعاني من: عدم الارتياح، وعدم الشعور بما كنت عليه في السابق من نشاط وتفان في العمل، وأصبحت كثير الصداع، كثير الألم في البطن، وذهبت إلى عدة أطباء، وكلهم يقولون: هذا اضطراب في القولون.
هل القولون له علاقة بالنكد، وكثرة الانزعاج حتى من أولادي وزوجتي؟ أحيانا أريد أن أخرج من البيت؛ لكي أرتاح، ونفسي دائما ما تكون منزعجة من هذا الحال الذي أرقني، ولم أستطع أن أعود إلى وضعي السابق، أنا الآن لا أتحدث إلا لنفسي، ولا أشعر بما يدور من حولي، وأشعر أني غير طبيعي.
بدأت في استخدام حبوب (السبرالكس) بمقدار 5 مل، والآن لي 14 يوما، وقد أرفع الجرعة إلى 10 بعد يومين، وسأستمر عليها لمدة 6 أشهر، ومن ثم أقلل الجرعة تدريجيا إلى أن أتوقف.
ما المرض الموجود لدي؟ علما أنه إذا اضطرب علي القولون، يأتيني صداع شديد، حتى أني لا أستطيع التركيز، ولا أستمتع بالحياة.
أرجوكم أن ترشدوني إلى ما هو أفضل، علما أني أشكو من بعض الوساوس البسيطة، وعدم الاستمتاع بالحياة كما كنت في السابق.
أسأل الله أن يكتب لكم الأجر والمثوبة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
رسالتك –أخي- طيبة وواضحة جدا، وأنت بالفعل وصفت القولون العصبي كما يجب أن يوصف، نعم، يؤدي إلى شيء من النكد والضجر والتململ الشديد، والشعور بالإجهاد النفسي والجسدي، والعرض الجسدي مثل: الصداع، هو جزء من القولون العصبي، وكلاهما –أي الصداع والقولون العصبي– مردهما إلى نوع من القلق النفسي الداخلي، هذا القلق غالبا يكون قلقا مكتوما أو مقنعا لا يظهر في شكله الكامل، وبعض الناس يكون لديهم ما يعرف بالقلق الاكتئابي، وأعتقد في مثل عمرك، أن هذا هو التشخيص الأرجح، لديك قلق اكتئابي من النوع البسيط، وتجسدت وتمثلت الأعراض فيما نسميه بالأعراض النفسوجسدية (سيكوسوماتية) التي ظهرت في شكل صداع وقولون عصبي.
أيها الفاضل الكريم، الموضوع -إن شاء الله تعالى- بسيط، ويمكن علاجه بما يلي:
أولا: الحالة حتى وإن كانت مزعجة، لكنها ليست خطيرة.
ثانيا: تغيير نمط الحياة من العلاجات الرائعة جدا، وتغيير نمط الحياة يتطلب منك أن تمارس الرياضة بكثافة، أخي الكريم، هذا يجب أن تعطيه اعتبارا كبيرا وكبيرا جدا، وفائدته عظيمة، الرياضة تقوي النفوس، وتقوي الأجسام، وتؤدي إلى استرخاء ذاتي عظيم، والرياضة تعمل من خلال تنشيط إفراز مواد كيميائية مطلوبة لترميم خلايا الدماغ وجعلها أكثر فعالية، فالأمر أمر علمي، ليس شيئا من قبيل الصدفة أو شيئا من هذا القبيل، فأعط الرياضة أهمية كبيرة.
ثالثا: التعبير عن الذات، لا تكتم، عبر عن ذاتك حتى في الأمور البسيطة؛ لأن الاحتقان النفسي يؤدي إلى توترات كثيرة، وينعكس على الجسد، خاصة القولون، ويؤدي إلى انقباض عضلات فروة الرأس؛ مما يؤدي إلى الشعور بالصداع.
رابعا: التنظيم الغذائي أيضا مهم جدا، ولن أعرض عليك قائمة من الأطعمة، ما يوافقك من الطعام فتناوله، وما لا يوافقك لا تتناوله.
وجود الوساوس، هو جزء من عملية القلق التي تعاني منها، وليس أكثر من ذلك.
خامسا: تنظيم الوقت أيضا وجد أنه مفيد ومحفز جدا للإنسان؛ ليحس بالاسترخاء والفائدة والمردود الإيجابي.
(السبرالكس) دواء رائع، دواء ممتاز، دواء فاعل. أخي الكريم، بعد شهر من الآن ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى عشرة مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسة مليجراما لمدة شهر، ثم خمسة مليجراما لمدة شهر، ثم خمسة مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أريدك أن تدعم (السبرالكس) بعقار يعرف باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، فهو دواء جيد، والجرعة صغيرة جدا، نصف مليجراما، تناولها صباحا لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.
هذه الأدوية أدوية سليمة جدا، فاعلة جدا، و(السبرالكس) لا يسبب الإدمان، لكن ربما يسبب زيادة بسيطة في الوزن عند بعض الناس، كما أنه قد يؤدي إلى تأخر القذف المنوي عند الجماع، فلا تنزعج لذلك.
قطعا (السبرالكس) سوف يبتر الوساوس تماما، ويحسن مزاجك، وهذا هو الذي تبتغيه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.