السؤال
السلام عليكم
أنا بعمر 20 سنة، قبل ثلاثة أشهر أصبت بطنين مستمر في الأذنين، وبعض المرات يكون في أذن واحدة فقط، أظن نوعه صفيرا، ومرات قليلة يتغير مثل صوت الطائرة.
عندما يرتفع صوت الطنين ترافقه حرارة قليلة في الأذنين، خصوصا اليمنى المتأثرة أكثر، وفي اليسرى يكون الطنين قليلا، مع سماع دقات سريعة، وخفيفة جدا، قمت بعمل غسيل وتنظيف للأذن، ثم ارتحت من ضغطه بشكل كبير، وظل مستمرا معي.
قمت بعمل فحوصات لأذني الوسطى، وقمت بعمل تخطيط للسمع، ولطبلة الأذن، والحمد لله.
قال لي الطبيب: الكل عندك جيد جدا، وأعطاني نوعا من الدواء اسمه ديفال؛ فخفف قليلا من الطنين.
كنت أتناول بعض أدوية الأعصاب، ثم تشافيت، وتوقفت عن أخذه تدريجيا، تحت توجيه الطبيبة، وقالت: إني عندي قلقا وتوترا ووسواسا، وخوفا من المرض، وعندما أسمع النتيجة أطمئن كثيرا، وصرت خائفا، وأبحث في هذا الموضوع كثيرا.
طمئنوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك تواصلك مع إسلام ويب، وحقيقة أنت قمت بما هو واجب وصحيح لمعرفة حقيقة هذا الطنين، وقد قمت بمقابلة الأطباء المختصين، وتم إجراء الفحوصات الدقيقة اللازمة، وقد أكدوا لك أنك سليم، والحمد لله على ذلك، وحتى تطمئن أكثر قام الطبيب بإعطائك الدواء الذي رآه مناسبا.
أخي الكريم: لا تتوتر أبدا، لا تقلق؛ لأن القلق والتوتر في حد ذاته يزيد من الأعراض الجسدية، حتى وإن كانت بسيطة.
أنت لديك نوع من قلق المخاوف الوسواسي، لذا أصبح موضوع الطنين في الأذن يسيطر ويستحوذ على تفكيرك بالصورة التي ذكرتها.
حين تأتيك هذه الأفكار حول البحث عن هذه الحالة أو الانشغال بها: حقر هذه الفكرة، واصرف انتباهك عنها تماما، وراجع الطبيب مرة كل ستة أشهر مثلا، وذلك فقط من أجل المتابعة.
صرف الانتباه يتطلب منك ألا تفكر في الأمر كثيرا، وتستفيد من الوقت، قطعا أنت الآن في مرحلة الدراسة، ركز على دراستك، وأحسن إدارة وقتك، ومارس الرياضة، وأكثر من التواصل الاجتماعي، واحرص على بر والديك، ارفع مستواك الثقافي والمعرفة من خلال القراءة والاطلاع، ومجالسة أهل الصلاح والعلم، واجعل لحياتك هدفا ونسقا إيجابي.
أيها الفاضل الكريم: لا مانع أبدا من أن تتناول أحد أدوية المخاوف التي تزيل الخوف والقلق الوسواسي، هنالك دواء (سيروكسات CR) سوف يكون مناسبا جدا لك، والجرعة المطلوبة هي جرعة صغيرة، تتناول 12.5 مليجراما منه، ويسمى علميا (باروكستين) تناول هذه الجرعة الصغيرة يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها 12.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الدواء دواء سليم وبسيط، ومضاد للخوف والوساوس، ومدة العلاج بسيطة جدا كما ذكرت لك، كما أن الجرعة التي وصفت لك هي أصغر جرعة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
+++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم . استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة د. عبد المحسن محمود .استشاري أنف وأذن وحنجرة.
+++++++++++++
ما تعانيه يرجع الكثير منه لمخاوفك وقلقك واضطرابك، والأمر بسيط بحمد الله، وما كان لديك من طنين أغلب ظني أنه بسبب أدوية الأعصاب التي كنت تتناولها، فهي التي تسبب الطنين كأحد آثارها الجانبية.
ليس هناك أي سبب عضوي آخر ليسبب الطنين، وخاصة أن كل الأبحاث والفحوصات وتخطيط السمع كانت سليمة، ولا تجعل القلق والتوتر يسيطر عليك، وأكثر من ذكر الله، وقراءة القرآن، (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
والله الموفق.