كبرت ولا زلت أبلل فراشي، فهل هناك علاج لمشكلتي المزمنة؟

0 349

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بداية أود أن أشكركم على موقع إسلام ويب، فمن الناحية الشخصية استفدت منه كثيرا سواء فيما يتعلق بدراستي أو بالنشر على موقع الفيس بوك عندما أريد نشر حديث صحيح للرسول عليه السلام.

أنا فتاة أبلغ من العمر 19عاما، أعاني من مشكلة استمرت 19 عاما ولا زالت مستمرة، لا أدري هل هي مشكلة أم مرض؟ دعنا نطلق عليها مرضا لحين تشخيص الحالة، وسأخبرك بأدق تفاصيل معاناتي.

أنا أعاني من (التبول اللاإرادي)، وقد عانيت منذ طفولتي من هذا المرض، وكان أخي أيضا يعاني مثلي، لكنه شفي منه تلقائيا، أذكر أنه عندما بلغ ال 7 أو 8 من عمره، أما أنا فاستمر الأمر معي، لا أزال اذكر صراخ أمي علي عندما توقظني ليلا للذهاب للحمام وتجدني قد بللت فراشي، كانت كل العائلة وعائلة جدتي تعلم بقصتي.

كنت أخجل من نفسي، ولا زلت لليوم أكره تذكر أي تفاصيل طفولتي، وخاصة إذا كان إخوتي مجتمعين، فقد كانوا جميعا يعلمون بالأمر، ويرون فراشي المبلل صباحا عندما ننام في بيت جدتي، ولا زلت أتذكر صراخ جدتي وتلميحها للأمر، لم تكن توبخني بشكل مباشر، لكن صوت صراخها عندما ترى الفراش مبللا كنت أسمعه، فأنا ما بين شعوري بالخجل وكرهي لنفسي.

كنت أتمنى دائما الموت عندما كنت صغيرة، وكنت أحاول الانتحار عن طريق خنق نفسي بكيس أدخل رأسي فيه، أو عن طريق أكل الشامبو.

عندما بلغت ال 11 من عمري كنت لا زلت أتحفظ، فقد كان عندي أخت صغيرة، وكنت ألبس من حفائظها لأتجنب تبليل سريري، حقا أشعر بالخجل.

كنت أكره أمي جدا، وأضع اللوم عليها، فهي لم تأخذني إلى الطبيب إلا عندما بلغت ال13 من عمري!

تخيل فتاة في هذا العمر تذهب للطبيب لتخبره بأنها ما زالت تبلل نفسها ليلا، وقد كان الجميع يعلمون ويتناقشون في موضوعي أمام إخوتي جميعهم وبحضوري.

ذهبنا للطبيب، وطلب مني إجراء اختبار للبول والدم، وعندما ظهرت النتائج قال: بأن كل شيء طبيعي، ما هو الطبيعي بربك؟ أبلغ ال13 ولا زلت أبلل فراشي، ما هو الطبيعي في الموضوع؟
وأضاف أننا يجب أن نراجعه عندما أبلغ ال18 أو عندما تأتيني الدورة -لا أذكر بالضبط ماذا قال-؟

بلغت في عمر 16 ولم يتغير شيء، وتجاوزت ال18 ولم يتغير شيء، وقبل أيام دخلت في ال19 ولم يتغير شيء، كنت ولا زلت ألوم أمي في داخلي على ما حل بي، فلو اهتمت بي وأخذتني لأكثر من طبيب لما وصلت إلى ما فيه أنا اليوم.

أنا كباقي الفتيات أرغب في الزواج، ولكن هذه الفكرة ترعبني، فماذا لو اكتشف زوجي الموضوع؟ حتما سينفر مني أو يكرهني.

أحيانا أستيقظ من نومي فجأة وأنا على وشك أن أبلل الفراش، فأذهب للحمام -أجلكم الله-، وأحيانا أستيقظ وقد بللت تقسي قليلا، وأكمل الباقي في الحمام، ولكن غالبا ما أستيقظ عندما أبلل فراشي.

لا أحد يعلم الآن بالموضوع، هكذا يخيل لي، فأنا أخفي آثار ما يحصل معي دائما ويكون الوضع طبيعيا، ورائحتي ورائحة فراشي طبيعية، وأخفي آثار ما يحصل معي في الليل، ثم أقوم بالتنظيف لاحقا.

أرجوكم أنا راسلتكم وتحدثت معكم بهذا الموضوع ولم أتحدث مع أحد من قبل بهذا الموضوع.

لا أريد الحلول التقليدية: لا تشربي الماء قبل ساعات للنوم، ولا تأكلي كذا وكذا، أنا أريد حلولا جذرية، وأريد أن أتحكم بجهازي البولي كباقي الناس، وأنهض ليلا كباقي الناس وفراشي غير مبلل.

أنا لا أشرب الماء قبل النوم، حتى إنني لا أشرب الماء كثيرا طيلة اليوم، فمجموع ما أشربه من الماء يوميا لا يتجاوز ال3-4 أكواب، وبالرغم مما يحصل معي لا أريد أن تظنوا أنني فشلت في حياتي، بالعكس فأنا -والحمد الله- ناجحة في حياتي نوعا ما، أي أن هذا الأمر لم يؤثر على حياتي في النهار شيئا، لكن ما يقلقني حاليا عندما أنهض وأجد فراشي مبللا، وأقوم بتنظيف نفسي والفراش، وأعيد كل شيء كما كان وأعود للنوم كأن شيئا لم يكن، وكأنه أصبح وضعا عاديا.

كنت قبل سنين عندما أبلل الفراش أبكي وأشكو وضعي إلى الله، الآن لم يعد يهمني، لم أعد أهتم للموضوع، وكأنه أصبح شيئا روتينيا، ولا أريد الذهاب للطبيب، ولا أستطيع أن أشرح له ما شرحته لك.

وحاليا في هذه الأيام تحصل معي أشياء غريبة في الليل فقط، فكل ساعتين يجب أن أذهب للحمام، هذا الشيء حصل معي قبل يومين، أما اليوم فأذهب كل 10 دقائق، لا أدري من أين تأتي كل تلك السوائل؟ فأنا كما أخبرتك لا أشرب الماء كثيرا.

أعتذر على صراحتي المطلقة في الحديث، لكنني أردت أن أوصل ما يحدث معي ليسهل عليكم مساعدتي.

أسأل الله أن تفيدوني، وأن يجزيكم كل الخير على مساعدتكم لنا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا، ليس هنالك خجل، رسالتك رسالة طيبة وجميلة، وبالفعل هذه مشكلة، لكن أؤكد لك –أيتها البنية الفاضلة– أن حلها ليس بالصعب.

لا تتضجري، لا تتكدري، لا تيأسي، لا تسأمي، ولا تعيشي تحت الرعب النفسي بتذكر صراخ والدتك وجدتك عليك، هذا أمر طبيعي، هن يردنك أن تكوني في أحسن حال، لكن كان منهجا خاطئا.

أنت الآن مدركة، وأنا أقول أن حالتك هذه توجد عند خمسة بالمئة من البنات في مثل عمرك ويمكن علاجها.

والخطوات التي يجب أن تتخذيها:
أولا: أريدك أن تتغيري فكريا، هذه ليست مصيبة -أيتها الفاضلة الكريمة–، نعم هنالك مشكلة، لكن يمكن حلها كبقية المشاكل، والله تعالى خلقك في أحسن تقويم، ليس لديك شلل، ليس لديك علة كبيرة تجعلك تحسين بالسأم واليأس.

النقطة الثانية: يا حبذا لو ذهبت وقابلت طبيبة أو طبيبا في المسالك البولية، وذلك لإجراء صورة للظهر، صورة أشعة، لأنه في بعض الأحيان يكون السبب في التبول اللاإرادي الذي يستمر لسنوات هو عدم التحام فقرات مؤخرة الظهر بصورة كاملة، وهذه الحالة معروفة لدى الأطباء، وتسمى (Spine bifid) هذا مجرد التأكد، ولا أريدك أن تنزعجي، قومي بإجراء هذا الفحص.

أيضا قومي بفحص البول مرة أخرى، للتأكد أنه ليس لديك أملاح أو التهابات.

النقطة الثالثة: أريدك أن تمارسي تمارين رياضية خاصة، وهي التمارين التي تقوي عضلات البطن، لأن هذا يؤدي إلى تقوية عضلات المثانة، ويحسن من استيعابها للبول.

رابعا: أمسكي البول في أثناء النهار واحصريه حتى تحسين بألم شديد، هذا يؤدي بصفة فسيولوجية بسيطة إلى اتساع المثانة، وجعلها تستوعب كميات أكبر من البول، وفي ذات الوقت يقوي المحبس الموجود ما بين المثانة والسبيل، وأن تعلمي أن السبيل عند الفتاة قصير جدا، أربعة سنتميترات فقط، وعند الرجل خمسة وعشرين سنتيمتر، وإذا لم يكن المحبس الحارس قويا؛ فنزول البول سهل، هذا موضوع مهم وبسيط، فاحرصي على ألا تذهبي كثيرا للحمام في أثناء النهار، بل اجلسي مثلا مرة في اليوم، تناولي كميات كبيرة من الماء، واجعلي إدرار البول يكون سريعا، لكن لا تفرغي مثانتك بسرعة.

خامسا: الذهاب إلى الحمام قبل النوم مهم، مع التأكد على أهمية إفراغ المثانة، فكثير من الفتيات -وهذا يكون تعودا خاطئا من الصغر– تجلس لقضاء حاجتها، وحين ينزل البول وتختفي حرة وحرقة البول؛ تجد الفتاة قد نهضت ولم تكمل إفراغ المثانة، بل الدراسات أثبتت أن ثلث البول على الأقل يكون باقيا في المثانة.

فحين تذهبين إلى الحمام قبل النوم كوني مسترخية، أفرغي مثانتك كاملة، وحتى بعد انقطاع البول عليك بالدفع لإفراغ المثانة كاملة.

أيتها الفاضلة الكريمة: هنالك أدوية بسيطة جدا، عقار يعرف تجاريا باسم (تفرانيل Tofranil)، ويعرف علميا باسم (امبرمين Imipramine)، وهو موجود في فلسطين، يمكنك أن تتناوليه دون أية مشكلة، تناولي حبة ليلا (خمسة وعشرين مليجراما) لمدة أسبوع، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجراما صباحا ومساء لمدة ستة أشهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الحلول كثيرة وموجودة، وكلها جيدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات