السؤال
السلام عليكم
أنا شاب بعمر 17 عاما، أعاني من ضيق التنفس الشديد؛ لأنني أصبحت قليل صلاة القيام، ويؤثر ذلك علي، ولا أستطيع التركيز في المذاكرة، أو أي شيء آخر في الغالب.
كما أنني أجريت تجربة لأشياء من أجل الاستيقاظ للصلاة ولكن بدون جدوى, لا بل تطور الأمر إلى أن أصبحت لا أستيقظ إلا على إقامة صلاة الفجر, أي أنني تفوتني كذلك الصلاة المفروضة!
أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا على هذا الموقع.
أشكر الله إليك، على أنك حريص على دينك وصلاتك وقربك من الله تعالى، والله لا شك مكافئك على هذا القصد وهذه النية، فكما علمنا حبينا -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
الجيد أيضا أنك لم تكتف بالنية الحسنة، وإنما -كما قلت- أنك حاولت وتحاول بطرق مختلفة تحقيق ما تريد من قيام الليل، والجميل أنك -ما شاء الله- ما زلت تستيقظ على إقامة الفجر، فكم من الناس من يفوتون هذا، هدانا الله جميعا لحسن الفكر والقول والعمل، ومن جملة محاولاتك في إصلاح الحال كتابتك إلينا على هذا الموقع بحثا وتقصيا لحل يصلح الحال.
ما يمر بك هو ما يمر بمعظم الشباب في مثل سنك، والدنيا لم تعد تلك الدنيا، التي كانت عندما كنت في سن أصغر من هذه، ولا شك أن أحداثا كثيرة محلية وعالمية تؤثر ليس فقط فيك، وإنما في الناس عامة، ويبقى السؤال، كيف يحاول الإنسان أن يسدد ويقارب، بحيث يبقى على جادة الصواب، وما أظنك إلا أنك -لله الحمد-على هذه الجادة، وإن كان الإنسان دوما يفكر ويحاول أن يكون أحسن مما هو عليه، وهكذا حالنا بعون الله.
أنا من أنصار أن يحاول الإنسان تغيير الأمور من خلال خطوة بسيطة صغيرة ممكنة، مما يساعده لاحقا على اتخاذ خطوة أخرى، وثالثة.
إذا كان ما تريده هو قيام الليل مثلا، فخطط أن تقوم ليلة أو جزءا منها، ولو لمرة واحدة خلال الثلاثة الأشهر القادمة، وأنت حدد تاريخ تلك الليلة، واتخذ الخطوات المناسبة لتحقيق هذا.
لا شك أن هناك الكثير مما يمكن أن تقوم به لتيسير الأمر، فمثلا لماذا لا تحاول أن تقوم الليل مع صديق صدوق؟ والله تعالى يقول لنا معلما وموجها: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله)، فربما القيام الثنائي أو الجماعي أسهل من الفردي في بعض الحالات.
النتيجة المتوقعة من قيامك بالقيام بهذه الليلة أن تشعر بالكثير من الثقة في نفسك، وبالامتنان لله تعالى أن أعانك على تحقيق هذا؛ مما يسهل عليك المزيد من العمل، ومن الخطوات الإيجابية التي تحب وتتمنى.
وفقك الله، ويسر لك الخير، ولا تنسانا من دعوة صالحة في ظهر الغيب في قيام الليل.