كنت أمارس العادة السرية وقد تبت منها، فهل تأثرت بكارتي؟

0 298

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عزباء أبلغ من العمر 22سنة، في بداية الأمر مشكلتي بدأت حينما كنت في العاشرة من عمري، وهي أني كنت أمارس العادة السرية، لكن -والله- ما كنت أدري أنها محرمة، كنت أمارسها بشكل غير منتظم، أستطيع أن أغيب عنها شهرا وشهرين، ولكن للأسف الشديد بقيت مستمرة معي لغاية عمر 18، ولكن في هذا الوقت أصبحت أمارسها بشكل أكثر بقليل من ذي قبل.

لما عرفت أنها محرمة، حاولت الابتعاد عنها ولكن إرادتي -للأسف- كانت ضعيفة، وبقيت أمارسها من خارج الملابس الداخلية بالضغط على رأس المنطقة إلى أن أشعر بشيء ما من الاكتفاء، ولا أتذكر حتى وأنا صغيرة أني حاولت أن أدخل أصبعي أو شيء ما، لا أذكر نهائيا.

الآن ابتعدت عنها كليا -ولله الحمد- ولكن منذ وقت ليس ببعيد، وصار ينتابني وسواس دائم أني من الممكن يكون أثر هذا الضغط وفقدت الغشاء، وصعب جدا أن أذهب لطبيبة، ولا يوجد في البيت أخوات أكبر مني سنا آخذ بنصيحتهن، أنا الآن كل ما أتذكر أني كنت أمارسها؛ أتوب إلى الله وأبكي بكاء النادمين، وبعد فترة أعود لممارستها ونفس الشيء أتوب وأستغفر ربي كثيرا.

الآن أصبح لدي حالة من التوتر والخوف من كل شيء، وأولها أني خائفة أن لا يقبل الله توبتي، وخائفة جدا أن أعود لممارستها مع العلم أني ابتعدت عنها منذ فترة قليلة، ولكني أحس بأن ربي غير راض عني، وأحس بأن هموم الدنيا على كتفي.

أنا خجلة من نفسي جدا بأني كنت أمارس هذه المعصية، وبنفس الوقت الخوف يحوطني من جميع الاتجاهات من أعود لها، أو بأن أكون قد فقدت الغشاء بسبب الضغط على رأس المنطقة.

آسفة؛ لأني أطلت عليكم، ولكني -والله- متعبة جدا ومرهقة من أثر ذلك.

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله الذي هداك إلى الطريق الصحيح -يا ابنتي- فأقلعت عن هذه الممارسة الضارة والمحرمة, والتي لا تجلب على الفتاة إلا الهم والغم والكرب, وتتركها فريسة للمخاوف والوساوس التي تنغص عليها حياتها, وأهنئك على التوبة, وأسأل الله عز وجل أن يتقبلها منك, وأن يثبتك عليها.

اطمئني -يا ابنتي- فغشاء البكارة عندك سيكون سليما, وستكونين عذراء بكل تأكيد بإذن الله تعالى, وذلك لأن ممارستك كانت ممارسة خارجية فقط, ولم تقومي بإدخال أي شيء إلى جوف المهبل, وغشاء البكارة لا يتمزق إلا أن تم إدخال جسم صلب إلى جوف المهبل, ويجب أن يكون بحجم أكبر من حجم فتحة غشاء البكارة, وأنت لم تقومي بمثل هذا الفعل -والحمد لله- لذلك اطمئني, فغشاء البكارة عندك سليم، ولم يصب بأذى بإذن الله تعالى.

إن شعورك بالندم والخجل، وبأن الله عز وجل غير راض عنك هو بسبب أنك إنسانة نقية وطاهرة, تحاسبين نفسك قبل أن يحاسبك الله جل وعلا, وهو دليل على أن توبتك صادقة وخالصة لوجهه الكريم, فهذه المشاعر في ظاهرها مشاعر ضعف, لكنها في الحقيقة تعكس نضجا وفهما عميقا لمعنى الحياة, وللهدف من وجودنا عليها, فأحييك -يا ابنتي- على رقي ورهافة مشاعرك, وعلى نضج تفكيرك, لكن بنفس الوقت أقول لك: إن الله عز وجل يعلم بسرنا وعلانيتنا, وتأكدي بأنك حتى تسلكي طريقا يقربك إليه, فإنه جل وعلا سيكون إلى جانبك وسيسهله, واعلمي بأن باب التوبة مفتوح دائما لمن كان صادق النية مثلك, وكلما راودتك مشاعر الشك والخوف؛ تذكري قول الحق تبارك وتعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}.

إذا أكرر لك -أيتها العزيزة- بأن ما قمت بفعله من ممارسة خاطئة في الماضي لن يكون له أي تأثير عليك الآن, وقد سترك الله عز وجل بستره, فأتمي ستره عليك, ولا داع لإخبار أحد بذلك, ولا داع للتوجه إلى طبيبة لعمل الفحص؛ لأنك لا تحتاجين إليه بكل تأكيد, وكل ما تحتاجينه هو الثبات على التوبة, وتجاوز الماضي, والتطلع إلى المستقبل الذي ينتظرك, والذي أتمنى لك فيه كل التوفيق إن شاء الله تعالى.

نسأله عز وجل أن يوفقك دائما إلى ما يحب ويرضى.

مواد ذات صلة

الاستشارات