السؤال
السلام عليكم.
أحب معلمتي جدا، وكل وقت وأنا أفكر فيها، وهي أيضا تحبني. أحب اهتمامها بي وضحكتها، قالت لي ذات مرة أحبك! وأنا الحين تعلقت بها، وكل وقتي أفكر فيها وفي سوالفها، أود أن أتواصل معها، نفسيتي تعبت وأنا أفكر فيها.
أمي مريضة، وكل وقتها وهي نائمة في البيت، يعني لا أجد منها الحنان الكافي، أعرف أنه نقص حنان، لكن ماذا أعمل؟
وهذه آخر سنة لي في الثانوية، وخائفة أفارق معلمتي لأني تعلقت بها، وعندما لا أراها أتضايق؛ أود أن أصارحها بحبي لها، لكني خائفة.
أريد حلا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lolo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يعمر قلبك وقلوبنا بحب ربنا العظيم المتعال، وأن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.
وأرجو أن تعلمي أن الحب المطلوب الذي تؤجر عليه صاحبته وتسعد؛ هو ما كان في الله وبالله ولله وعلى مراد الله، والمسلمة تنطلق في محابها من حبها لله، فتحب الرسول (صلى الله عليه وسلم) الذي أرسله الله، وتحب والدتها كما أراد الله، وتحب زميلاتها ومعلماتها لطاعتهن لله، ولا مانع من أن تزيد في حب الأقرب لله.
وكل صداقة ومحبة لا تقوم على الإيمان والتقوى تنقلب إلى عداوة، وعواقبها الندامة، قال تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
واسألي نفسك هل صداقتي أو حبي لمعلمتي لله، أم لجمال، شكلها، أو لظريف كلامها، أو ... أو...، أم حبي لها لدينها، وإذا كان الحب للدين فالشرع يطالبك بإعلامها بقولك: أحبك في الله، وترد عليك بقولها: أحبك الله الذي أحببتني فيه.
وبما أن الصالحات كثر؛ فلا تحصري نفسك مع واحدة، وتحسسي الدوافع، وفتشي عن الشيء الذي يجذبك إليها، وحاولي إقامة التوازن العاطفي، واعلمي أن والدتك المريضة بحاجة للمساتك ودعائك وقراءة الرقية عليها، والنبي (صلى الله عليه وسلم) كان يمسح على المريض ويدعو له، والتقيد بهذا الهدي النبوي يمنحك مخزونا عاطفيا، ويعطي الوالدة مثله، وافعلي مثل هذا مع الأطفال من حولك، واشغلي نفسك، واشتغلي بالعبادة، ثم بالهوايات النافعة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وحافظي على علاقة معتدلة -أكرر معتدلة- مع معلمتك، وتذكري أن الشيء إذا زاد عن حده فإنه ينقلب إلى ضده، وإن عدم التوازن في العواطف يؤثر على مستقبل الفتاة، وقد يقودها إلى أمر غير محبوب، لأن العواطف عواصف، والمسلمة تحتكم في كل أمورها لشرع ربها.
سعدنا بالسؤال، ونفرح بالاستمرار في التواصل، ونشرف بخدمة بناتنا وأبنائنا، ونسأل الله أن يغمر قلبك بحبه ثم بحب ما يحبه.
حفظك الله ورعاك، وثبتك، وهدانا وهداك.