أشكو من ضغط على الأذنين، مع نقص في السمع، فهل لهذا علاقة بالأورام؟

0 211

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من ضغط شديد داخل الرأس على الأذنين، بحيث أشعر أحيانا أن طبلة الأذن على وشك أن تتمزق، لا يرافق هذه الحالة صداع أو ارتفاع درجة الحرارة، وأشعر كأن هناك كتلة متورمة داخل الرأس، وأكثر الضغط على الأذنين، ولا توجد أي إفرازات، مع نقص بالسمع، وكأن هناك غشاء يغلق الأذن.

أحيانا في الليل أشعر بدوار، ورغبة في التقيؤ، ولكني لا أتقيأ، ولدي مخاوف من وجود ورم، وهل هذه الأعراض لها علاقة بهذه الأورام؟ علما أن عمري 32 سنة، وأنا متزوجة، وأعاني من ارتفاع الضغط.

أفيدوني، ولكم من الله الأجر والثواب.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ارتفاع الضغط قد يسبب صداعا في مؤخرة الرأس، كما يسبب طنينا بالأذن، ولكن لا يسبب دوارا؛ ولذا فإن كان الأمر متكررا مع قيء ودوار، ومع نقص في السمع وضغط على طبلة الأذن؛ فقد يكون ما نطلق عليه مرض (مينيير)، وهو يصيب الإناث أكثر في السن من 25 إلى 40؛ ولذا يجب إجراء بعض الفحوصات؛ للتأكد من هذا التشخيص، مثل: تخطيط للسمع، وضغط طبلة الأذن، مع عمل رنين مغناطيسي على الرأس؛ من أجل استبعاد وجود ورم في العصب القحفي الثامن، أو انفتاح القناة العلوية، والتي قد تتسبب في حدوث أعراض مشابهة.

ليس هناك أي اختبار محدد لمرض (مينيير)، ويتم تشخيصه فقط عن طريق استبعاد كل الأسباب الأخرى، وفي حالة اكتشاف أي من تلك الأسباب، فإن ذلك يعني استبعاد حدوث مرض (مينيير).

أما عن مرض (مينيير): فهو هو عبارة عن اضطراب في الأذن الداخلية، قد يؤثر على السمع والتوازن بدرجات متفاوتة، يتميز المرض بحدوث نوبات من الدوار والطنين، وفقدان تصاعدي في حاسة السمع، وعادة ما يحدث في أذن واحدة، مع إحساس بالامتلاء، أو الضغط في أذن واحدة أو في الأذنين، وغالبا ما يصاحب الدوار حدوث غثيان وقيء وتعرق، وهي أعراض مصاحبة للدوار، وليست أعراض مرض (مينيير).

سمي هذا المرض بهذا الاسم؛ نسبة إلى الطبيب الفرنسي (بروسبر مينيير)، والذي كان أول من بين أن حدوث الدوار يعزى إلى اضطرابات الأذن الداخلية. تؤثر الحالة على الأشخاص بشكل مختلف؛ وقد تتباين في الحدة من كونها تسبب انزعاجا طفيفا، إلى كونها إعاقة مزمنة تبقى مع الشخص طوال حياته.

مرض (مينيير)، هو عبارة عن مرض مجهول السبب، لكن يعتقد أنه متعلق باستسقاء (الليمف) الداخلي أو زيادة السوائل في الأذن الداخلية. يعتقد أن سائل (الليمف) الداخلي يطفح من قنواته الطبيعية في الأذن، ويسري في المناطق الأخرى مسببا تلفها. يطلق على ذلك اسم الاستسقاء؛ حيث يحتوي تجويف الأذن الغشائي -جهاز من الأغشية داخل الأذن- على سائل يطلق عليه اسم (الليمف) الداخلي.

قد تتمدد الأغشية مثل البالون، عندما يرتفع الضغط، ويتم إعاقة التصريف، قد يكون ذلك مرتبطا بانتفاخ كيس (الليمف) الداخلي، أو أنسجة أخرى في الجهاز (الدهليزي) للأذن الداخلية، والمسؤول عن حاسة الاتزان في الجسم. في بعض الحالات قد يحدث انسداد لقناة (الليمف) الداخلي من خلال نسيج ندبي، أو قد تكون ضيقة منذ الولادة.

في بعض الحالات قد يكون هناك إفراز للسائل بشكل كثيف جدا؛ من خلال الخطوط الوعائية، وربما تحدث الأعراض: عند حدوث عدوى في الأذن الوسطى، أو صدمة في الرأس، أو عدوى في القناة التنفسية العلوية، أو باستخدام الأسبرين، أو تدخين التبغ، أو تناول الكحوليات. وقد تتفاقم بشكل أكبر بالتناول المفرط للأملاح في بعض المرضى. يعتقد أن بعض التغيرات البيئية والغذائية تقوم بتقليل تكرر أو شدة نوبات الأعراض.

ينصح معظم المرضى باتباع حمية منخفضة للصوديوم، بحيث لا يزيد عن جرام إلى 2 جرام يوميا، وينصح المرضى بتجنب الكحول والكافيين والتبغ، حيث تؤدي تلك العوامل إلى اشتداد أعراض المرض، غالبا ما يوصف للمريض دواء مدرا للبول بشكل طفيف، مع فيتامين (بي 6) أحيانا.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات