تزوجت وأنا صغيرة وأنجبت إرضاء لأمي ولكني تغيرت كثيرا

0 233

السؤال

السلام عليكم.

أنا امرأة متزوجة، تمت خطبتي وأنا صغيرة في العمر إرضاء لوالدتي، استخرت، ثم تزوجت وأنا طالبة، وأصبح لدي طفل، والآن أنا حامل مرة أخرى رغم أخذي لموانع الحمل، لأن طفلي ما زال صغيرا، ولرغبتي في العمل.

لم أنس إساءة من حولي مما جعلني حقودة، حسودة، غيورة، وأصبحت أكره نفسي والناس، رغم إيماني بالقضاء والقدر، ولكنني أشعر بالبعد عن الله منذ وقت خطوبتي، ولم أعد مسيطرة على تصرفاتي.

أتمنى أن أمسح من ذاكرتي كل ما حدث لي من وقت خطوبتي إلى الآن، فكيف السبيل لذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديالا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرزقك الرضا، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق لك في طاعته الآمال.

ونحن ندعوك إلى النظر إلى من هن دونك في الصحة، والعافية، والمال، ولم يفزن بنعمة الزواج، حتى تعرفي ما أنت فيه من النعم، وهذا هو توجيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنظروا إلى من هو دونكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، كي لا تزدروا نعمة الله عليكم".

وكم هي سعيدة من تنظر إلى النعم التي وهبها الله لها، ثم تؤدي شكرها لتنال بشكرها المزيد، ولذلك نتمنى أن تنظري إلى الجزء الملآن من الكاس، ولا تنظري إلى الجزء الفارغ، ولا أظن أن في حياتك جزء فارغ، لأن الزواج المبكر هو الأصل، والاستقرار بالزواج أمنية لكل فتاة، وما يقدره الله لك أفضل مما تتمنينه لنفسك، فثقي بالله، وتوكلي عليه.

وأرجو أن تتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الخير، ولا يريد لنا الاستقرار، ولا الزواج، فعاملي عدونا بنقيض قصده، واستقبلي حياتك بأمل جديد، وبثقة في الله المجيد، واعلمي أن هناك من نجحن في التعليم، والإنجاب، والعمل، بل هناك من درسن مع أبنائهن وأكملن دراستهن، فصاحبة الطموح العالي لا تتوقف عند حد، لأنها تتوكل على الله، والله هو الموفق، وعليه التكلان.

وننصحك بتجنب التوتر؛ لأنه مضر للجنين، وللحامل، واعلمي أن الجنين يتضرر إذا كنت نادمة على الحمل به، ويظهر رفضه لذلك في بطنك، وبعد الخروج منه، وتذكري أن الشهادات، والأموال، والوظائف لا تشبع الحاجة إلى الأمومة، كما أن في الزواج إكمال لنصف الدين، وفيه استقرار، وإشباع للحاجة الفطرية الملحة.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، سعدنا بتواصلك، ونسعد بالاستمرار في التواصل بنفس جديدة، وروح متجددة، ورغبة في الحياة الحقيقية، وليس بالمظاهر والأوهام، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات