السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 17سنة، أعاني من النسيان وشرود الذهن، وقلة الاستيعاب، وأشعر أنني أقل من الناس الذين في سني، أفضل العزلة على الاختلاط بالناس، ولا أستطيع أن أذاكر دروسي بسبب بطء فهمي واستيعابي، وأحس أن كل شيء أصبح مملا، وليس له طعم، وأفكر في الانتحار كثيرا، لكنني أخاف من العذاب في الآخرة.
بماذا تنصحني يا دكتور؟ مع العلم أنني أتناول بروزاك، حبتين في اليوم منذ شهرين، ولم أشعر بالتحسن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تناول البروزاك لا يحل مشكلة كهذه، الحل يوجد لديك أنت، أفكارك السلبية حول نفسك ومقدراتك، وكذلك نظرتك التشاؤمية للماضي والحاضر والمستقبل، وهي التي أعاقتك وأضعفت من تركيزك وهزت الثقة بنفسك.
أنت محتاجة لأن تعيدي تقييم نفسك بأن تتفهمي نفسك بصورة أفضل، وفهم النفس يتطلب أن يكون الإنسان منصفا في تقييم ذاته، تبحثي عما هو إيجابي وتقويه وتثبتيه، وتبحثي عما هو سلبي وتحقريه وتتجاوزيه، هذه هي الوسيلة الصحيحة، والإنسان لا يستطيع أبدا أن يتقدم خطوة واحدة دون أن يكون عنده القناعة بجمال الحياة، وأنه يجب أن يكون نافعا لنفسه ولغيره.
إذا أنت محتاجة لتغيير المفاهيم، محتاجة لأن تثقي في مقدراتك، وهنالك أمر بسيط جدا سوف يساعدك وهو تنظيم الوقت، وأن تلزمي نفسك بتنفيذ المهام، فالإنسان مثل الريبورت لا يتحرك تلقائيا، أو من خلال إشارات كهربائية، إنما من خلال طاقات داخلية حبانا الله تعالى بها لنتغير.
نظمي وقتك، وأول الخطوات هي النوم المبكر، النوم المبكر مع الاستيقاظ المبكر وأداء صلاة الفجر، والمذاكرة لمدة ساعة واحدة بتركيز قبل أن تذهبي لمرفقك الدراسي، هذه بداية ممتازة وسهلة وفائدتها عظيمة.
إن أردت خطوة عملية لتصحيح حياتك هي هذه الخطوة، وبعد ذلك تذهبي إلى مدرستك أو جامعتك، وتكوني منتبهة، وتجلسي في الصفوف الأولى، وتستمعي بوقت طيب مع زميلاتك، ثم العودة إلى المنزل، تناول طعام الغذاء، أخذ شيء من الراحة، ثم الترفيه عن النفس بمشاهدة برنامج جميل أو قراءة أي شيء غير أكاديمي، أو التحدث مع أفراد الأسرة، وبعد ذلك تذاكري لمدة ساعتين أيضا، وهذا يكفي تماما.
لا تفكير في الانتحار، لا تشاؤم، لا بروزاك، لا أي شيء غير ذلك، هذا هو المنهج الذي يجب أن تنتهجيه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.