السؤال
السلام عليكم
تزوجت منذ خمسة أعوام، ورزقني الله بطفلتين جميلتين، المشكلة أن زوجتي سليطة اللسان، وأنا إنسان محترم، ولا أستطيع أن أرد عليها، ليس ضعفا مني، ولكني عصبي جدا، ولو احتدم النقاش بيننا يمكن أن أضربها، أو يحدث شيء خارج عن إرادتي.
لا أستطيع أن أطلقها؛ لأني أحب بناتي جدا، وبيتي، وهي ليست دائما هذه عادتها، ولكن عندما يحدث ما يعكر صفو حياتنا، ماذا أفعل معها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، وشكر الله لك الاهتمام والسؤال والصبر والاحتمال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
قيل إن قوة المرأة في لسانها، ووخز اللسان أحد من وخز السنان، والصبر والعفو صفات للكرام، ( ولا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ).
ومن أطرف ما وصلت إليه الدراسات أن المرأة الفصيحة اللسنة تلد النابغين، وأرجو أن تكون هذه بتلك، ولا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الشده ليست في العصبية أو الرد، ولكن الشديد حقا والعظيم حقا هو الذى يملك نفسه عند الغضب، فلا تقابل أخطاءها بالخطأ، وساعدها على التخلص من سلاطة لسانها، وابحث عن أسباب ذلك السلوك، فإن معرفة السبب تعين على إصلاح الخلل والعطب، وسلاطة اللسان قد تحتاج لبعض الأوقات في مداواتها؛ لأنها قد تكون أخذها من أهل بيتها وهدوءك جزء هام في العلاج، وتستطيع أن تظهر عدم رضاك بوسائل كثيرة غير الضرب والأذية.
والشريعة جعلت القوامة بأيدينا معشر الرجال، وأوصتنا بالنساء خيرا، وأخبرنا رسولنا المعصوم أن العوج ملازم لها؛ لأنها خلقت من ضلع أعوج وأعوج ما في الضلع أعلاها، فلا تستعجل في ضربها، أو كسرها بطلاقها، بل الزم الهدوء حفاظا على أولادك ورعاية لهم، فإذا هدأت وخلوت بها عاتبتها ووجهتها، ويكفي أن تظهر لها ما يحصل لك من الضيق، وما يصل إلى أطفالكم من الضرر، وذكرها بنصيحة أبي الدرداء لزوجه ليلة بنائها بها : "إذا غضبت فرضني، وإذا غضبت رضيتك، وإلا لم نصطحب".
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تحافظ على ما أنت عليه من الهدوء، وحبذا لو وصلنا نموذج لما يحصل حتى نتعاون في تفادي الخلل ونتمكن من حسن التوجيه.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.