أصابني مرض نفسي وأعراض نفسية وجسدية، أرشدوني للعلاج

0 234

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
في البداية أود أن أشكر القائمين والاستشاريين في هذا الموقع، وأرجو من الله لهم التوفيق والسداد، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم، لما فيه من خدمة للإسلام والمسلمين، أما بعد:

فأنا أخوكم مهند من العراق، عمري 23 سنة، أعاني من مرض نفسي منذ كان عمري 12 سنة، بدأت حالتي بضيق في التنفس، بحيث لا أستطيع أن أتنفس، وأشعر بحرارة في الصدر كأنها جمرة، مع كآبة وخفقان في القلب، ذهبت إلى أطباء كثيرين، ووصفوا لي عدة أدوية، منها: (orap forte وليبروكسايد ولارجاكتيل وانفرانيل 10 ملغرام) استمررت عليه لمدة ثلاث سنين، شعرت آنذاك بتحسن في التنفس، ولكن أعراض الخفقان والاكتئاب والحرارة في الصدر بقيت كما هي.

انقطعت عن الدواء لمدة سنتين لعدم فاعليته، ثم اضطررت للعودة إلى الطبيب، ووصف لي العلاج الآتي: (انفرانيل 10 ملغرام وكارباتول، واولان 5، لم يكن هذا العلاج يأتي بنتيجة، بعدها ظهرت علي أعراض جديدة، مثل: الخوف الشديد وغير المبرر من المجتمع، واختلاطي مع الناس قليل، لأن ذلك يؤذيني، أشعر بنوبات هلع شديدة تتمثل بخفقان، وحرارة في الصدر، واضطراب داخلي، ووجع في القلب، وضيق التنفس من كل تعامل مع الناس، ومن المسؤولية، ومن مواجهة الناس، والحضور في المجالس، ومن العمل.

أشعر بجفلة وانقباض في القلب من رؤية الناس لي بنظرات استفزاز أو نظرات غريبة، أو محاولة بعض الناس الإساءة لي، وأحيانا خوف وقلق من أقل الأصوات، سواء من الناس أو أي صوت يصدر عن شيء، مثل: قرع الباب، أو صوت عيار ناري، أو سقوط شيء ما، أو رنة الهاتف، أشعر أثناءها بجفلة ووخز في القلب.

وصف لي الطبيب حالتي بأنها مزيج من الوسواس القهري، والرهاب الاجتماعي، وأحب أن أضيف: أني في هذه الأيام ألتزم ببرنامج وهو: قراءة سورة البقرة، والأذكار، والادهان بزيت الزيتون المرقي، وأني كلما أقرأ القرآن أو أدهن بزيت الزيتون؛ أشعر بانقباض، ووجع في القلب، وخوف. وفي النهاية أرجو من حضراتكم مساعدتي، وإرشادي للعلاج المناسب، وأن يكون متوفرا في بلدي.

وأدعو من الله لكم أن يجعل ذلك في موازين حسناتكم، وأن يجزيكم عني خير الجزاء، وبارك الله فيكم، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهند حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مهما كانت معاناتك مع المرض النفسي أو الحالات والظواهر النفسية، ومهما طالت مدتها، هذا يجب ألا يجعلك متحسرا على الماضي، أو متخوفا من المستقبل؛ لأن هذا سوف يضيع عليك الحاضر. أنا أريدك أن تعيش الحاضر بقوة، بإنتاجية، بأهداف، وهذه هي الطريقة التي تهزم بها هذه الأعراض، وهي أعراض وسواسية، وقلقية، وربما يكون هنالك شيء من الاكتئاب الثانوي.

أيها الفاضل الكريم: ما أصابك بالأمس ليس من الضروري أن يصيبك اليوم أو غدا. الكثير من الإخوة الذين عانوا من ظواهر نفسية فيما مضى يأتيهم دائما الشعور التشاؤمي بأن حالتهم لن تتحسن، وأنهم سوف يظلون على ما هم عليه من اضطراب نفسي لفترات طويلة أو طول العمر، هذا ليس صحيحا، الإنسان يتغير، الإنسان يتطور، وأنت الآن في مرحلة حياتية ممتازة، إدراكك العقلي والاستبصاري وطاقتك الجسدية والنفسية قطعا هي في وضع أفضل، فقط استثمر حياتك.

ضع لنفسك أهدافا (بعيدة المدى – متوسطة المدى – قريبة المدى، أو أهدافا آنية) لا بد للإنسان أن يكون لديه مشروع عمر، وهدف في حياته، بدون ذلك تسيطر علينا الوساوس، وتملأ الفراغات الداخلية في أذهاننا.

لا تجعل في حياتك فراغا ذهنيا، ولا فراغا معرفيا، كن فاعلا، كن مثابرا، كن فعالا، واستمر في قراءة سورة البقرة، واجعل لنفسك وردا قرآنيا يوميا ثابتا، وعليك بالصلاة مع الجماعة، والمحافظة على الأذكار، ولا تجعل الشيطان يصرفك عما أنت فيه من خلال شعورك بالانقباض، وآلام في الصدر، وتعتقد أنها آلام في القلب، لا، هذا مجرد انقباضات عضلية تحدث لك، وليس أكثر من ذلك، وأنت -إن شاء الله تعالى- في حفظ الله أيها الفاضل الكريم.

العلاج الدوائي أنت محتاج له، لكن يمكن أن يكون علاجا مختصرا جدا، عقار مثل (زولفت Zoloft) أو ما يعرف تجاريا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميا باسم (سيرترالين Sertraline) يضاف إليه جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون كافيا جدا بالنسبة لك، وأعتقد أن هذه الأدوية موجودة في العراق، فتواصل مع طبيبك، وأنا متأكد أنه سوف يوافقنا الرأي في أن السيرترالين والدوجماتيل هي الأنسب لحالتك، أما إن رأى الأخ الطبيب العزيز دواء خلاف ذلك حسب ما هو متوفر في العراق، فإن شاء الله يكون في ذلك أيضا خير لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات