زوجتي لا تعجبني وتتطاول علي ضرباً وشتمًا، فهل أطلقها؟

0 307

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لدي مشكلة معقدة، وأرجو مساعدتكم، جزاكم الله خيرا.

تقدمت لخطبة فتاة ونظرت لها النظرة الشرعية، وتمت الخطبة ثم تزوجنا منذ 7 أشهر، وفي يوم الزواج والدخلة اكتشفت أنها ليست بالجمال الذي أريد، وأنها تعاني من مشكلة فسيولوجية ووراثية، ولم أرغبها جنسيا أبدا، ولكن أضغط على نفسي وأجامعها مرغما نفسي؛ كي أرضي الله فقط، وأنا لا أستمتع أبدا معها.

كما أن والدي ووالدتي يقيمان في بلدة تبعد عني 150 كم، وأذهب لزيارتهما في عطلة كل أسبوع، وكلما هممت بالذهاب لهما تفتعل لي زوجتي المشاكل، وتسبني وتشتم والدي، وتناديني بالملعون، وأنا لا أغضبها ولا أزعلها؛ لأني أخاف الله فيها، مع العلم أنها تطاولت علي مرات عديدة حتى وصل بها الأمر أن تضربني.

إحدى المرات ضربتني أثناء قيادتي للسيارة، ولطف الله بنا وسترنا من حادث مروري بسببها، وفي إحدى المرات ضربتني في قدمي وتورمت، ولم أستطع المشي 3 أيام.

وأشهد الله أنه رغم كل ما فعلت لم أضربها ولم أغضبها، وليس خوفا منها، وإنما أخاف الله فيها، وأخشى غضبه وعقابه.

سؤالي هو: هل في طلاقي لها ظلم لها؟ وهل يتوعدني الله بالعقاب إن طلقتها؟ فأنا لم أعد أرغبها ولا أحبها، رغم أني غير مقصر في حقها من نفقة، ومعاشرة، ومبيت.

ساعدوني، جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والصبر والاحتمال، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

لا يلام الرجل إذا طلق زوجته المسيئة، ولكن الصبر والاحتمال والمسايرة أعظم أجرا وأرفع عند الله منزلة، وقد صبر رجل من السلف على زوجة كانت تؤذيه،وصبر وصابر حتى كلمه الناس في أمر طلاقها، فقال: أخشى إن طلقتها أن يتزوج بها من لا يصبر عليها؛ فيؤذيها. ولست أدري هل كان يحتسب الأجر أم كان يرغب في أن يكف الشر عن أمة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟

ولحسن المعاشرة محاور ثلاث:
1- بذل الندى.

2- كف الأذى.

3- الصبر على الجفا.

وهنيئا لمن استكملها لله، وقد أسعدنا صبرك، وآلمنا عدم تقديرها لما يحدث منك من الخير والمعروف، وحتى تتضح أمامنا الصورة أرجو أن تطلعنا على ما فيها من الخيرات؛ حتى نضعها في ميزان: (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها آخر).

ولا شك أن تطاولها على والديك مرفوض، وأرجو أن تكتم ذلك عنهم؛ حتى لا تحزنهم، واطلب منها أن تلتزم بحدود الشرع، ولا تناقشها وأنت تمشي في الطريق؛ لأن ذلك خطير عليكم وعلى من يستخدم الطريق.

أما النفور الحاصل بعد القبول بها والزواج، فتعوذ فيه بالله من شيطان لا يريد لنا الحلال، واعلم أن الأمر كما قال ابن مسعود: (إن الحب من الرحمن، وإن البغض من الشيطان، يريد أن يبغض لكم ما أحل الله لكم ...).

ونحن لا نؤيد الاستعجال، ونتمنى أن تلتزم بحدود الشرع، وتكف عن جهلها وتطاولها، ونسعد بالاستمرار في التواصل والتوضيح؛ حتى نتعاون في الإصلاح، فإن تعذر ذهبنا للخيار الآخر.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات