السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة في الـ 22 من عمري، أعاني من خفقان القلب المستمر منذ سنة ونصف السنة، وقد بدأ بالتزامن مع مشكلة نفسية مررت بها، وأصبت بوساوس وقلق وخوف من المستقبل، واكتئاب، وكل هذه الأشياء ليست بسبب مشاكل حقيقية، بل بسبب الجلوس الكثير في المنزل، وعدم الخروج.
بدأت أرى الدنيا لا فائدة منها، وليس علي فعل أي شيء، وبدأت أفكر في الموت كثيرا، مع أني مخطوبة، ومقبلة على الزواج، وصرت أفكر في فسخ خطوبتي بدون سبب، فقط لأنني فتاة غير متفائلة، ولا سعيدة، ولأترك خطيبي لكي يجد أحسن مني، مع أني أحبه كثيرا، وهو أيضا.
مر وقت طويل وأنا على هذا الحال، حتى نقص وزني، وخفقان قلبي مستمر، وأحيانا أشعر برفرفة قوية، وأحس بخوف شديد.
زرت طبيب القلب، وأجرى لي تخطيطا للقلب، وأخبرني بأن قلبي سليم، وأن التوتر والعصبية هي السبب، وارتحت بعد ذلك، وبدأت حالتي تتحسن، وأصبحت متفائلة، لكن الأفكار السلبية لا تتركني، أحيانا أفكر بأنني أصبحت مريضة، ولا يجب علي الزواج، فأنا لست فتاة تستحق، وربما سيحدث معي مشاكل في الحمل، أو لن أتمكن من الحمل أبدا.
حقا تعبت من هذه الأفكار، مع أنني محافظة على صلاتي، وأريد أن أتغير وأغير من نفسي بنفسي، علما أنني من عائلة متوسطة، وليس بإمكاني زيارة الطبيب كلما احتجت لذلك، والشيء الذي يفقدني صوابي هو خفقان القلب، أخاف من أن يكون لدي مرض في القلب، أو تحدث معي سكتة قلبية بسبب هذا الخفقان.
أرجو المساعدة لوجه الله، فأنا بأشد الحاجة للمساعدة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ samira حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
من أكبر وأكثر الحالات النفسية انتشارا والتي تسبب سرعة خفقان القلب والشعور بالضجر وعدم الطمأنينة هو قلق المخاوف، خاصة حين تصحبه وسواس، وأنت تعانين من هذه الحالة (أي قلق المخاوف الوسواسي)، -وإن شاء الله تعالى- هو من درجة بسيطة.
الخطوات التي يجب أن تتخذيها كالآتي:
اذهبي إلى طبيب عمومي لإجراء فحوصات طبية، تشمل التأكد من مستوى الدم، وكذلك مستوى السكر، ووظائف الغدة الدرقية، هذه فحوصات أساسية، وحين تتأكدي من أن كل شيء سليم هنا تبدئي في تناول علاج نفسي بسيط جدا.
هنالك عقار يعرف تجاريا باسم (زيروكسات Seroxat) واسمه العلمي (باروكستين Paroxetine) متوفر في المغرب، يسمى (ديروكسات Deroxat) والجرعة هي أن تبدئي بعشرة مليجراما (نصف حبة) تتناوليها يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة -أي عشرين مليجراما- استمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.
وهنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (إندرال Inderal) ويعرف علميا باسم (بروبرانلول Propranlol) يساعد كثيرا في إزالة الخفقان والشعور بالخوف، وجرعته هي عشرة مليجراما صباحا ومساء لمدة شهر، ثم عشرة مليجراما لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناوله.
الإندرال لا يسمح باستعماله للذين يعانون من مرض الربو، بخلاف ذلك هو دواء سليم جدا، والجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة، والديروكسان دواء أيضا ممتاز وسليم، هذا من ناحية العلاج الدوائي.
أما العلاجات الأخرى التي يجب أن تطبقيها فهي التفاؤل، ويجب أن تقاومي هذا الفكر السلبي، حياتك طيبة، وأنت مقدمة على الزواج، فأرجو ألا تدعي مجالا للوساوس التشاؤمية، ماذا سوف يحدث في المستقبل، الحمل، ومشاكل الحمل؟ هذه أمور سابقة لأوانها، والتفكير فيها وسواسي وليس أكثر من ذلك، مقاومتها وتحقيرها والتفاؤل هو طريقة العلاج الصحيحة.
تمارين الاسترخاء أيضا مفيدة جدا في علاج حالات القلق المصحوب بالمخاوف والوساوس، لذا نحن ننصح بها كثيرا في إسلام ويب، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم: (2136015) أرجو الرجوع إليها والاستفادة مما ورد فيها من توجيهات وإرشادات.
هذا هو الذي أريد أن أنصحك به، وأنصحك أن تكوني فعالة، وأن تكوني متفائلة، وأن تحسني إدارة وقتك، وألا تترددي على الأطباء، فحرصك على صلاتك فيه خير كثير لك -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.