السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نعلم أن الإنسان يتأرجح بين الوعي واللاوعي - عقل واعي، وعقل غير واعي -، وشخصية الإنسان تتكون من خلال ما يدخله عقل الإنسان الواعي إلى العقل غير الواعي.
سؤالي لكم: كيف يكون العقاب والثواب في الآخرة، والإنسان لا يستطيع التحكم في بيئته والظروف المحيطة؟ فما أراه صحيحا، يراه الآخر خطأ، والعكس كذلك، فكيف سنقف أمام الله ونحن مختلفون في طريقة التفكير؟
ولكم مني خالص الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ avril حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يصلح الأحوال، وأن يبعد عنك الشبهات التي يلقيها أنصاف المتعلمين والجهال، ولا ينبغي أن نصدق كل ما يقال، فما أكثر ما تضاربت النظريات والأقوال، وما أصدق قول ربنا المتعال: {وما أوتيتم من العلم إلا قليلا}.
لقد خلق الله هذا الإنسان وأوجد فيه القابلية للسير في طريق الهداية إن أراد، أو طريق الغواية، قال تعالى: {إنا هدينه السبيل إما شاكرا وإما كفورا}، وأرسل الرسل ليقولوا للناس هذا صراط الله، وعلى طريقهم سار الدعاة الهداة، وعلى الجانب الآخر جاء الشيطان وجثم بطرقهم وطرائقهم، واتبعه خلائق وهم دعاة إلى النار، فمن أجابهم إليها قذفوه فيها.
الإنسان يملك أن يدخل إلى عقله نية الخير، ويقدم على عمل الخير، {والذين اهتدوا زادهم هدى} ويمكن أن يصدق فيه قول الله: {فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم}.
أرجو أن تعلمي أن واهب الهداية، هو خالق الإنسان، {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.
نتمنى أن تشغلي نفسك بما خلقت له، وعمري ظاهرك وباطنك بمعاني التوحيد، وقيم الدين، وتذكري أن القوى العاقلة تمتلئ وتتكون مما تجلبه الحواس، فأسمعي نفسك الخير، وغضي بصرك إلا عن الخير، واذهبي برجلك إلى مواطن الخير، واستخدمي لسانك في الخير، واحفظي قلبك من خواطر السوء والشر والضير.
شبهات المرجفين مردودة عليهم، ودعيهم يفعلوا في الدنيا ما يحلوا لهم، ثم إذا جيء بهم إلى ساعات العدالة أمام القضاة، فليقولوا لماذا تحاكمونا وتعاقبونا على ما أمرنا به عقلنا الباطن، فهل سيقبل منهم ذلك الهراء والكذب؟
هذه وصيتنا لك: باختيار من تقرئي لهم، وانتقاء من تستمعي لهم، وراجعي العلماء، وتواصلي مع موقعك، واتق الله، وأكثري من الدعاء لنفسك، ونسأل الله أن يوفقك.