مخاوف الموت تخلق لي جواً من القلق والتوتر

0 149

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خير الجزاء على هذا الموقع الرائع.

دكتوري الفاضل: لقد كتبت لكم في وقت سابق؛ بسبب نوبات الهلع، وبفضل من الله، ثم بفضل جهودكم الرائعة لم تعد تأتيني النوبات كثيرا، مشكلتي الآن أنني أشعر بالخوف من الموت، وهذا الخوف لا يفارقني أبدا، فكل أمر أقوم به يجعلني متنبئة بموتي، أصبحت حياتي جحيما، علما بأنني مغتربة، وبعيدة عن أهلي، وساعات عمل زوجي طويلة.

أنا خائفة من شدة التوتر والقلق، وأخشى أن تتعب عضلة قلبي، فقد سمعت بأن الخوف الشديد يؤدي إلى القتل في بعض الأحيان، أخاف أن أصبح مريضة بالضغط والقلب، فحينما أشعر بالخوف يؤلمني صدري، وأذني تشوش، وأشعر بحرقة جهة القلب، في أسفل القفص الصدري من الجهة اليسرى، أشعر بحرارة أيضا.

أرجوك دكتوري الفاضل ساعدني، وأتمنى منك الرد في أسرع وقت؛ لأنني محتاجة جدا لمساعدتك، جزاك الله خيرا على مجهوداتك الأكثر من رائعة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أريج حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف المرضي من الموت، هو امتداد لنوبات الهلع، نعم حدت النوبات، وقد خفت لديك، لكنها استبدلت بالوسوسة حول الموت والخوف منه، أيتها الفاضلة الكريمة، هذه حالة قلقية، وما هو قلقي ليس صحيح، يجب أن تفهمي الأمور على هذا السياق، وتبتعدين تماما من التأويلات، مثل التفكير بأن الخوف الشديد يقتل في بعض الأحيان، وأن لديك مشكلة في القلب، وكل شيء من هذا القبيل، وهذا فكر يجب أن يحقر.

أيتها الفاضلة الكريمة: دائما تذكري أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص فيه لحظة واحدة، وأن الأعمار بيد الله تعالى، هذا أمرا يقينيا ومؤصل، ولا جدال حوله أبدا، فهذه الأفكار القبيحة والمستحوذة يتم التخلص منها من خلال أن تتذكري ما ذكرته لك.

عليك بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين مهمة جدا، تمارين عظيمة؛ لأنها بالفعل تمتص القلق والهرع الذي يولد الخوف، استشارة إسلام ويب تحت الرقم (2136015)، واضحة جدا، ومبسطة جدا، ومن يطبقها يستفيد منها كثيرا.

الأمر الآخر: أعتقد أن تناول عقار (سبرالكس)، سيكون مهما وضروريا، لأنه بالفعل ذو فائدة عظيمة جدا في إزالة هذا النوع من الخوف، فشاوري زوجك الكريم حول هذا الأمر، وجرعة (السبرالكس)، المطلوبة في هذه المرة بسيطة، وهي نصف حبة، (5) مليجرام يوميا، لمدة (10) أيام، ثم حبة واحدة (10) مليجرام يوميا، لمدة شهرين، ثم (5) مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم (5) مليجرام يوم بعد يوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم تتوقفي عن تناولها.

أيتها الفاضلة الكريمة: حسن إدارة الوقت، مع التوكل على الله، هي من أفضل العلاجات السلوكية لمقاومة مثل هذه الحالات، هذا مهم جدا.

نسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات