كيف نتعامل مع أخي المراهق ونعيده إلى صوابه؟

0 373

السؤال

السلام عليكم

أخي المراهق كيف نتعامل معه؟ سأحكي لكم من البداية.

اكتشفت مرة بأنه يخبئ الدخان، وعندما أردت التأكد هرب، وبعدها رجع وأنكر بعد أن رماه طبعا، ولكن مع الضغط قال: إنها أول مرة، وأنه أراد تجريبه فقط، طبعا أمي فهمته، واحتوته، وأعطته محاضرات، ومضى الأمر.

وبعدها بأسبوع لاحظت أمي شيئا عليه، وكأنه يخفي شيئا بيده، ومشت خلفه بدون أن يشعر، وخرج إلى فناء البيت، وبمجرد أن انتبه لوجود أمي رمى الشيء الذي بيده من فوق الجدار، وأنكر بأنه ليس في يده شيء، وأمي تعتقد بأن الذي كان يحمله في يده شيء يشبه الشمة التي توضع في الفم.

ولكنه قال: لا، إنه شيء صنعه بنفسه كالمعجون من الماء والشاي، فغضبت أمي وجلست تكلمه، وتركت له المجال أن يفضفض بما في داخله، وقال: بأننا نضيق عليه، ونتهمه بأي خطأ يحصل في البيت، وأنه يفعل ذلك لإغاظتنا، وهذا كلام خاطئ، فكل شيء متوفر لديه.

والآن نحن لا نعرف ماذا نفعل؟ ولا نستطيع إخبار والدنا؛ لأنه عصبي، وقد يفعل مالا تحمد عقباه، فكيف نتعامل معه؟ وكيف نزيل هذه الأفكار السوداء من رأسه؟ وكيف نقنعه بأن كل ما نفعله هو خوف عليه وعلى مصلحته؟

أرجوكم ساعدونا، فنحن في حيرة من أمرنا، ونسأل الله أن يجعلها في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام بأمر شقيقك، وحسن العرض للسؤال، ونحيي في الوالدة حرصها، وندعوها إلى حسم المسألة، فالتهاون لا يصلح، ونسأل الله أن يقر أعينكم بهدايته وصلاح الأحوال، وأن يحقق له ولكم في طاعته الآمال.

لاشك أننا في زمان صعب، ووسائل السوء والإفساد كثيرة، والوصول إليها سهل، ولا عاصم إلا من رحم الله، ومن هنا فنحن نوصيكم بما يلي:
1- الدعاء له ولأنفسكم.
2- فهم خصائص مرحلته العمرية التي ينفع فيها الحوار والإقناع.
3- الاتفاق على خطة تربوية موحدة مع الوالد.
4- تخويفه من معرفة الوالد بما يحصل، ولا نؤيد الإسراع في إخبار الوالد.
5- مصادقته، والقرب منه، وإعطائه بعض الثقة المشوبة بالحذر.
6- إشعاره بالحب والأمن والقبول.
7- تجنب الصراخ عليه وتوبيخه.
8- إشعاره بحاجة المنزل إليه وبأهميته.
9- تحسين صورته عن نفسه، وتسليط الأضواء على جوانب تميزه.
10- عدم التهاون مع أخطائه، وتجنب أسلوب التحقيق معه والتجسس عليه.
11- الاجتهاد في عزله عن أصدقاء السوء، ولكن بطريقة غير مباشرة.
12- شغله بالمفيد وبطاعة الرب المجيد.
13- تشجيعه على القرب من الوالد، ودعوة الوالد لحسن التعامل معه.
14- تكليفه بأعمال ومهام يثبت بها وجوده.
15- التواصل مع موقعكم للمتابعة.

ونسأل الله لنا وله ولكم التوفيق والهداية والسداد.
___________________________________
انتهت إجابة الشيخ الدكتور/ أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
وتليها إجابة الدكتور/ مأمون مبيض -استشاري الطب النفسي-.
_________________________________________________

شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع، وعلى حرصك على خير أخيك المراهق، أعانكم الله ويسر أمركم.

نعم من الطبيعي أن يحاول المراهق القيام ببعض الأعمال الممنوعة، كالتدخين مثلا، وكثير من هذا السلوك إنما هو لمجرد التجريب، ولا يقصد منه الانحراف أو الإدمان.

لقد أحسنت مع أمك بطريقة التعامل معه حتى الآن، ومعكن الحق في محاولة البحث عن الطريقة الأنسب للتعامل مع هذا المراهق.

ومهما حاولت أنت وأمك مع هذا المراهق، وهذا شيء طيب تشكرن عليه، إلا أن المراهق في حاجة كبيرة للتماهي مع أبيه، فالصبي يحتاج لأبيه، كما تحتاج البنت لأمها، وذلك بالاقتراب منه، وقضاء الوقت معه سواء في البيت أو خارجه، كأن يصطحبه معه إلى المسجد ومجالس الرجال، ولعل هذا الوقت الذي يقضيانه معا يتيح لهما الحديث المباشر في بعض أمور الحياة والتغيرات التي تمر في حياة المراهق، والآن هو الوقت المناسب لمثل هذه العلاقة بينهما.

ولا بأس أن يعلم الأب أن ولده ربما يفكر بمحاولة التدخين، وهذا شيء عادي عند الكثير من المراهقين، وخاصة إذا كان الوالد مدخنا، وأرجو أن لا يكون، لأنه كم هو صعب جدا أن يدخن الأب ويقول لولده أن لا يدخن، وأن التدخين ضار!

وفي مثل هذه المواقف أحاول أن أنصح بتحويل "المشكلة" إلى "فرصة ذهبية" للتقارب مع الأبناء، ومحاولة التفاهم معهم وتوجيه النصح والإرشاد.

وإذا تبين أن هذا الشاب يدخن السجائر؛ فهناك عيادات خاصة للتعافي من التدخين، هذا إن وصل الأمر عنده لاعتياد التدخين.

وإذا تبين أنه يستعمل شيئا آخر كالمدواخ، أو غيره من المواد التي يمكن أن تسبب الإدمان، فربما يفيد عرضه على مركز علاجي متخصص.

والغالب إذا تعاملنا مع هذا الأمر بهدوء وحكمة، الغالب أن يمر الموضوع بهدوء ومن دون مشاكل أو مضاعفات، فهي أزمة وتنقضي، ويفيد معها لاشك متابعة هذا الولد عن قرب، وهو غير المراقبة، حيث في المتابعة هناك ليس فقط المراقبة، وإنما الاهتمام والتعايش معه.

وفقكم الله، ويسر لكم، وحفظ أسرتكم من أي سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات