السؤال
السلام عليكم.
أنا أم لولدين بالعاشرة والثامنة من العمر، ومشكلتي هي:
أولا: أنا دائما في حالة ضجر وتعصب، فهما مشاغبان وصعب التعامل معهما جدا، لا يحملان أي مسئولية من أي نوع كان حتى ولو كان غسيل يديهما، ولا يريدان تعلم أي شيء عن آداب الطعام أو النظافة، علما بأنني عكسهما تماما، وهما ذكيان ومن المتفوقين في الدراسة، ولكنهما لا يريدان الدراسة ولو ربع ساعة باليوم، وأنا التي أقرأ لهما لأنهما غير مستعدين أن يمسكا الكتاب بيديهما، فقط اللعب هو ما يريدانه طول اليوم، فهما لا يملا اللعب، وأنا أقول لهما: العبا ولكن بشيء مفيد كاللعب بالشطرنج مثلا وما شابهه، وزوجي سلبي من ناحيتهما بالرغم من أنه حنون، ولكن مشاكل العمل هنا والالتزامات كبيرة جدا، ولا يكاد يدخل البيت طول النهار، وأنا كذلك من كثرة تعصيبي منهما حياتي كلها فزع، ولا أعرف ماذا أفعل، أحاول مسك كتاب ثم أرميه ولا أخرج من البيت إلا القليل، وأكاد تقريبا لا أرى أحدا؛ لأن صديقاتي موظفات، وبعد الظهر لا أستطيع استقبال أو الذهاب إلى أي أحد؛ لأن أولادي يعذبونني كثيرا ولا يتركاني أهنأ بالجلسة مع أحد .
أرجو مساعدتي أولا كيف أجعل لحياتي معنى؟ علما أني جامعية ومتعلمة.
وثانيا كيف أقنع أبنائي بتنظيم الوقت وبأن الدنيا ليست للعب فقط؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي الفاضلة هند: اعلمي أن للأسرة دورا كبيرا ورئيسيا في تشكيل شخصية الطفل، وإن بناء شخصية الطفل بصورة شاملة متكاملة الأبعاد ومتكيفة يستلزم من الأسرة مراعاة المبادئ التربوية التالية:
1- توفير جو الأمن والحب والحنان.
2- مراعاة حاجات الطفل وتلبية رغباته.
3- التوازن في أسلوب التعامل مع الطفل، فلا يدلل تدليلا مفرطا، ولا تكون هناك قيود متطرفة فيحدث اضطراب في سلوكيات الطفل.
4- تدريب الطفل على الاستقلالية والاعتماد على النفس.
5- تعزيز السلوك الإيجابي للطفل وتعديل السلوك الخاطئ له، ولكن بكل هدوء دون اللجوء إلى النرفزة والعصبية.
وأنا أستغرب من كلامك أختي أنك أنت وحدك تتحملين مسئولية تربية الأولاد، فأين دور الأب إذن؟! فلا بد من تقاسم الأدوار في التربية والمتابعة، وإلا كيف يشعر الأولاد بوجود أبيهم معهم ولا يكون تعب الأب على حساب تربية أولاده فلا بد من توازن في الحياة.
وربما هناك أسلوب خاطئ أعتمد في تربية الأولاد من البداية مما جعلهم يهملون دراستهم ويتكلمون على غيرهم في كل شيء، مثل:
1- الإفراط في التوجيه والنصح حتى يكره الطفل سماع الكلام.
2- الإفراط في العقاب.
3- تحميل الطفل مسؤوليات فوق طاقته.
4- الإهمال.
5- الطرد من البيت.
فكل هذه الأسباب وغيرها قد تؤدي بالطفل إلى التمرد والعصيان والعناد وعدم سماع الأوامر.
أختي الفاضلة: تربية الأولاد لها أسلوب يجعل من الطفل مطيعا معتدلا في سلوكه ناجحا وإيجابيا في حياته، وأنصحك أختي باتباع الخطوات والإرشادات التالية لعلك تدركين أولادك قبل أن ينفلتوا من يديك:
1- ابتعدي عن النرفزة والغضب عند معالجة أي خطأ مع أولادك.
2- استعملي أسلوب الحوار والمناقشة مع أولادك حتى يتعلموا منك ذلك.
3- لا تمنعي أولادك من الاختلاط مع أقرانهم.
4- علميهم كيف يعشقون الدراسة ولا يكرهونها.
5- عززي طلبك دائما بالمكافأة المعنوية أو المادية.
6- حاولي أن تقنعي الأب بأن يجلس مع أولاده ويسمع منهم ويتحاور معهم.
7- إعطاء وقت للنزهة والخروج من البيت لتغيير الجو.
أما بالنسبة لك أختي فحاولي أن تعطي لنفسك حقا ولا تهمليها، ويجب تقاسم مسئولية التربية بينك وبين الأب، فكل منكما يتحمل رعاية ومتابعة وتربية الأولاد، فـ(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
وبالله التوفيق.