كيف أشعر بكمال الخالق ونقص المخلوق؟

0 229

السؤال

السلام عليكم

كيف أشعر بأن الجميع ناقص، وأن الكمال فقط لله -تعالى-؟ وهل فعلا يوجد شخص لا يعاني من أي مرض؟

أرى كثيرا من الأشخاص معافى، ولا يوجد لديه سلبيات أبدا! فهل يعني هذا بأنه على الطريق الصحيح والكمال؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته الآمال.

ما أصدق ما قاله الشاعر:
ولم أر في عيوب الناس شيئا * كنقص القادرين عن التمام.
وأرجو أن تعلم أن شعور المغترين بالكمال، هو النقص بعينه، وكيف يكمل من أوله نطفة قذرة، وآخره جيفة نتنة، وهو فيما بينهما يحمل العذرة.

إذا وجدت إنسانا صحيح البدن، فالنقص سوف يظهر في عدم المال أو في جانب التأهيل العلمي أو في عدم وجود الولد،... فنعم الله مقسمة، كما أن نفس الإنسان لا تقنع، فهو يجرى ويلهث، و(لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى ثالثا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).

عندما يتحاور الإنسان مع أهل الدنيا، لا يسمع في الغالب إلا الشكوى، وقد صدق الحكيم في قوله: "كل يشكو دهره، ليت شعري هذه الدنيا لمن؟!"، ولأن الدنيا جبلت على النقص والكدر، فلا يمكن لأهلها أن يجدوا فيها الكمال، ومن هنا تتجلى حكمة ربنا الحكيم الذي خلق في النفوس هذا الطمع والتطلع المفتوح، بأن هيأ للمطيعين جنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فالكمال والنعيم المقيم هناك في جنة عرضها السموات والأرض.

لا يسعد في الدنيا ويقترب من الكمال إلا مؤمن بالله؛ إذا أعطي شكر، وإذا ابتلى صبر، وإذا أذنب استغفر، و(عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له).

وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات