السلام عليكم

لدي طفل في السنة الخامسة من عمره، ظهرت لنا مشكلة في الحنك الأعلى، أو ما يسمى سقف الحلق من الفم، وهو ظهور سن في الأعلى بعيدا عن اللثة قليلا، وأحببت أن أستفسر: هل هذه الحالة تعتبر نادرة أم ماذا؟ مع العلم أنها أول مرة تصادفني. وما الإجراء المناسب الذي أتخذه؟ وكيف يتم علاج هذا السن الذي بدأ في الظهور؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن مشكلة البزوغ الحنكي للأسنان الدائمة ليست نادرة، بل هي حالة شائعة الحدوث، وخصوصا عند تبديل الأسنان المؤقتة بالدائمة، حيث إنه بداية بزوغ الأسنان الدائمة يكون غالبا إلى الحنكي أو اللساني قليلا، ومع تقدم السن الدائمة بالبزوغ يتعدل محور السن البازغ ليستقر في مكانه الصحيح بشرط توفر المسافة الكافية للبزوغ، وحدوث تخلخل وسقوط للسن المؤقت، وبفعل ضغط اللسان على الأسنان الآخذة بالبزوغ.

وفي حال غياب أحد هذه العوامل تكون النتيجة اكتمال بزوغ السن في جوف الفم بشكل غير صحيح.

أما الإجراءات المنصوح بها فهي:

- إجراء صور شعاعية بانورامية، وسيفالومترية للأسنان والفكين، ودراسة هذه الصور لقياس المسافة المتوفرة، وهل هي كافية للبزوغ؟ وتحديد عدد الأسنان، وتحديد مقدار تطور السن الآخذ بالبزوغ، وتحديد كمية الامتصاص في جذر السن المؤقت؛ لمعرفة الوقت المناسب لسقوط السن المؤقت.

- في حال البقاء المديد للسن المؤقت، مع وجود مسافة كافية واكتمال تشكل ثلثي جذر السن الدائم؛ أنصح بخلع السن المؤقت، وإعطاء الفرصة للسن الدائم؛ لإتمام بزوغه الصحيح مع المراقبة.

- في حال عدم توفر المسافة الكافية ووجود ضيق بأحد الفكين أو كليهما التي تظهره نتيجة دراسة الصور الشعاعية أنصح بالبدء بالعلاج التقويمي بالأجهزة التقويمية المتحركة بعمر مبكر، مع المراقبة، حتى اكتمال بزوغ الأسنان الدائمة بعمر 13 سنة، ومراقبة لاحقة بعمر 19 إلى -23 قبل بزوغ الأرحاء الثالثة للوقاية من أي ازدحام لاحق.

- يجب تحديد هل هذا السن هو سن دائم أو سن زائد؟ وفي حال كونه سنا زائدا يستدعي خلعه.

أخي الفاضل: إن أغلب مشاكل ازدحام الأسنان، أو غياب الأسنان، أو الأسنان الزائدة، لها دور وراثي، فإذا كان لدى أحد الأبوين أو كليهما مشاكل إطباقية فمن الشائع حدوث هذه المشاكل عند الأطفال، لذلك يكون العلاج الوقائي بعمر مبكر أفضل بكثير من العلاج التصحيحي بعمر متقدم؛ فالوقاية خير من العلاج.

وأخيرا أسأل الله لكم الشفاء العاجل، مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.