كيف أتعامل مع أمي القاسية حتى لا أكون عاقة؟

0 384

السؤال

السلام عليكم

أنا سيدة مرضعة، مضت ثلاثة أشهر على الولادة، وإلى الآن لم تنزل الدورة الحقيقة، وأعاني من نزول دم لونه فاتح، لمدة يوم، وبعد عدة أيام يرجع، ثم ينقطع، فما سببه؟

وكذلك أعاني منذ شهرين من ألم تحت الفك السفلي، قريب من الأذن، عندما أسحب لساني للخلف وعندما أفتح فمي، فما سبب ذلك؟

ذهبت إلى طبيب أطفال، فأخبرني باحتمال نقص في الكالسيوم بسبب الحمل، والآن الإرضاع، ومنذ سنتين تقريبا تبين وجود غدة في الرقبة، قريبة من اللوزتين، في الجهة اليمنى.

أمي تغضب مني لأقل شيء، لا تحادثني، وخصومتها لأمور تافهة، مثلا: جاءت من السفر ولم أستطع الذهاب إليها؛ لأنني مشغولة، بخصوص سفر وغيره، فلم تقدر ظروفي، خاصمتني وغضبت، وطلبت مني عدم التحدث معها، رغم ذلك أتصل لها وأراسلها ولا ترد علي، وزوجي يرفض أن أزورها بسبب مشاكلها؛ ولأنها تحرضني عليه، وتطلب مني أن أتحايل عليه، حتى أوشكنا على الانفصال بسبب أوامرها.

علما بأن أمي لا تعدل بيني وبين أخواتي، فعندما أحتاجها ترفض القدوم، ماذا أفعل مع أمي التي أرهقتني جدا؟ وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عطاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله -عز وجل- أن يوفق الجميع إلى ما يحب ويرضى دائما, ونرحب بتواصلك مع الشبكة الإسلامية.

بالنسبة لسؤالك عن الدم الذي تلاحظين نزوله بشكل غير منتظم خلال الرضاعة: قد يحدث عند السيدة المرضع, وسببه هو أن الرضاعة ترفع من مستوى هرمون الحليب في الدم, وارتفاع هذا الهرمون يؤدي إلى ضمور وجفاف في بطانة الرحم -وهذا قد يحدث في جدران المهبل أيضا-, فتصبح هذه البطانة قابلة للتشقق والتفسخ بسهولة, عند القيام بأي مجهود أو تعب, أو حتى بدون سبب أحيانا؛ مما يؤدي إلى نزول قطرات من الدم من خلال هذه التشققات, ولأن الدم بهذا الشكل لا يكون سببه انسلاخ البطانة الرحمية المتمسكة؛ لذلك فإنه لا يعتبر دم الدورة الشهرية, بل هو دم عادي نتج عن جروح أو تشققات في البطانة فقط -كما سبق وذكرت-، وهذه البطانة لا تكون متمسكة، أو جاهزة لنزول الدورة.

وهذه الظاهرة لا ضرر منها, ويمكن تركها بدون علاج؛ لأن علاجها بشكل فعال يتطلب إعطاء حبوب هرمونية لجعل البطانة الرحمية أسمك, وهذه الحبوب قد تؤدي إلى تقليل كمية الحليب, لذلك فالأفضل تجاهل هذا الدم إن كان بكمية بسيطة, فقد يتوقف من تلقاء نفسه في أي وقت, خاصة عندما يستعيد المبيض نشاطه، وتنزل الدورة الشهرية.

وهنالك احتمال أن يكون سبب الدم هو وجود قرحة كاذبة في عنق الرحم, وهذا النوع من القرحات يحدث خلال الحمل بكثرة, وقد يستمر لغاية أشهر بعد الولادة, ثم يختفي أيضا من تلقاء نفسه؛ لأنه ليس قرحة حقيقية, بل هو تمدد بطانة عنق الرحم وبروزها للخارج, ويعتبر أيضا حالة سليمة ولا ضرر منها, وتشخيصها يتم في العيادة من خلال الفحص بالمنظار المهبلي العادي.

نسأل الله -عز وجل-, أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.
--------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
تليها إجابة: د. باسل ممدوح سمان -استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة-.
--------------------------------------------

أبدأ من التورم الذي تعانين منه في الناحية اللوزية اليمنى من رقبتك، فطالما أنها ثابتة في الحجم ولا تغير في صفاتها من ناحية القابلية للتحريك باليد والحجم، والملمس، والإيلام من عدمه, فهي سليمة، وسببها بالطبع هو الالتهابات في المنطقة التي تتبع لها هذه العقيدة، وهي اللوزة والبلعوم والأذن المجاورة.

العلاج لها يبدأ من علاج السبب، فإذا كان هناك التهاب في اللوزة أو البلعوم أو الأذن، فلا بد من علاج هذا الالتهاب، وبعدها ستزول العقيدة أو تصغر -إن شاء الله-.

وأما الألم الذي في المنطقة تحت الفك السفلي في جانب أو أسفل الأذن: فسببه التهاب في اللوزة أو البلعوم للمنطقة المجاورة لهذا الألم، ولا علاقة لنقص الكالسيوم بهذا الألم, ويعالج بمضادات الالتهاب، ومضادات الاحتقان، مع استخدام الغرغرة المطهرة الموضعية، والكمادات الدافئة للرقبة.

مع أطيب التمنيات لك بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.
---------------------------------------------------
انتهت إجابة: د.باسل ممدوح سمان -استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة-.
تليها إجابة: د. أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
---------------------------------------------------

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام، ونحن نتشرف بخدمة أبنائنا وبناتنا، ونسأل الله أن يعجل لك بالشفاء، وأن يعطيك الخير، وأن يعيننا جميعا على طاعته فإنه واهب العافية والهناء.

أطيعي زوجك، ولا تتركي أمك، واحرصي على برها بقدر استطاعتك، وانقلي لها أحسن ما تسمعين من زوجك، وانقلي لزوجك أحسن ما تسمعينه منها، واصبري عليها واحتملي منها كل ما يصدر منها، وتذكري أنك مأجورة على كل ذلك، وعندما يتذكر الإنسان لذة الثواب ينسى ما يجد من الآلام، وإذا لم يصبر الإنسان على الوالدة، فعلى من سيكون الصبر، احتسبي كل ذلك، واستمري في التواصل، وادخلي الوساطات، واطلبي رضاها بالهدايا والمساعدات، واسألي عنها واشكري لها معروفها والحسنات، وقومي بما عليك، واطلبي عفو رب الأرض والسموات.

وأرجو أن لا يحملك تقصيرها وتفريقها بينكم على التقصير في حقها، وإذا قمت بما عليك كاملا فإننا نبشرك بقول الله في ختام آيات البر: {ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا}، قال العلماء في الآية عزاء لمن قام بما عليه، ومع ذلك لم ترض الوالدة أو الوالد، فقومي بما عليك، ولا تبالي، واجتهدي في أن لا يظهر منك إلا الخير، ولا تقابلي عنادها بالعناد، وتذكري أنها أم وإن قصرت معك، فلا تقصري معها، فالبر عبادة، والحساب بين يدى الله سبحانه.

وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، وتجنب العصبية مع زوجك خاصة عند رجوعك من عند الوالدة، فإن حق الزوج عظيم، وطاعته مقدمة وإنما هو جنتك ونارك، وعليك بالتوجه إلى الله، واعلمي أن قلب الوالدة وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها ويصرفها.

وفقك الله، وسدد خطاك، وأعانك، وحفظك، وتولاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات