أعاني من اكتئاب وقلق وكرهت العمل فما نصيحتكم؟

0 203

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، عمري 23، أعزب، كنت أعاني من اكتئاب وقلق معظم حياتي، مدخن، وساعدني التدخين كثيرا على الخروج من حالة الحزن، ولكنه ليس الدواء.

وأعاني -أيضا- من روتين الحياة، وتكرار اليوم؛ مما أصابني بالملل، والآن أتناول دواء فلوزاك 20 مليجراما مرة واحدة يوميا منذ حوالي ثلاثة أشهر حتى الآن.

شعرت بتحسن كبير في البداية، ولكن الآن أشعر بالقلق والاكتئاب يعاودني من جديد، وأشعر بالغضب في أحيان كثيرة، خاصة عندما أكون في العمل، أو أكون وحيدا بسبب الأفكار السلبية، أو أحلام اليقظة (السرحان) التي تراودني باستمرار.

كنت أكره عملي في السابق، ولكني الآن أصبحت أكرهه أكثر، ولا أطيقه، فماذا أعمل؟ هل أزيد الجرعة إلى 40 مليجراما يوميا، أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ adel حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تكون إيجابيا في تفكيرك، أنت الحمد لله أحوالك تحسنت لدرجة معقولة جدا، وهذا يجب أن يكون حافزا لك للمزيد من التحسن.

أريدك أن تمارس الرياضة، الرياضة فيها خير كبير لك، تمتص كل الشوائب النفسية، خاصة الغضب.

كن معبرا عن نفسك -أيها الفاضل الكريم- حتى لا تحتقن، وطبق ما ورد في السنة المطهرة حول كيفية التعامل مع الغضب، وخذ بنصيحة النبي -صلى الله عليه وسلم- التي كررها مرارا بقوله: (لا تغضب، لا تغضب، لا تغضب) وبقوله حين قال: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تكون إيجابيا في كل شيء، أنت -الحمد لله- شاب، حباك الله بمقدرات نفسية وجسدية عظيمة جدا، لماذا لا تكون نافعا لنفسك ولغيرك؟

أيها الفاضل الكريم: التغيير لأنفسنا لا يستورد، إنما هو من داخلنا، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. كن على هذا النمط من التفكير، كن نافعا لنفسك ولغيرك، وضع الآليات التي تناسبك، لا بد أن يكون لك مشروع عمر، لا بد أن تكون هنالك أهداف، خطط آنية، خطط متوسطة المدى وبعيدة المدى وقريبة المدى، ولا تخف من المستقبل أبدا، ولا تتأسف على الماضي؛ لأن كلاهما سوف يضيعان علينا الحاضر، عش حاضرك بقوة.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: أنت لست محتاجا أن ترفع الفلوزاك إلى أربعين مليجراما، عشرون مليجراما كافية جدا، لكن أريدك أن تدعمه بعقار باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علميا باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol) عقار لطيف جدا يمتص الغضب والتوتر، وفي ذات الوقت يفعل -إن شاء الله تعالى- الفلوزاك.

جرعة الفلوناكسول التي تحتاج إليها هي نصف مليجراما، حبة واحدة تتناولها في الصباح لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة صباحا وحبة مساء لمدة شهرين، ثم حبة صباحا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

أيها الفاضل الكريم: لا تنس ممارسة الرياضة، واحرص على الصلاة في وقتها؛ فهي خير الأعمال، وهذا -إن شاء الله تعالى- فيه خير كثير وكثير لك، وبر الوالدين أيضا من مفاتيح أبواب الخير للإنسان في الدنيا والآخرة، فكن حريصا عليه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات