كل كلام مسموع أو مقروء أكتبه في الهواء، فما تفسير تصرفي هذا؟

0 222

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 17 سنة، أعاني منذ 3 أشهر من تصرفات غريبة، وهي أنني أقوم بكتابة أغلب ما أسمع أو أقرأ أو أتذكر في الهواء باستخدام أصبعي، وهذا الفعل يشتت ذهني، حتى عندما أجلس مع الآخرين لا أكون شديدة التركيز، بل إنني أكتب كلامهم في الهواء، وأشعر بضيق شديد إذا نسيت كتابة كلمة أو حرف، أو حتى إذا حاولت منع نفسي من الكتابة، أرجو المساعدة من فضلكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عذاري حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالفعل هذا تصرف وسواسي نشاهده لدى بعض الفتيات دون الذكور، والأمر من وجهة نظري هو أمر عابر، يجب أن تلزمي نفسك بالتوقف عنه، وبدل من أن تقومي بكتابة ما تسمعينه أو تقرئينه في الهواء، قومي مثلا بالضرب على يديك، أو تذكر حدث جميل، أو شيء من هذا القبيل، والذي أقصده بذلك هو أن تستبدلي هذا السلوك الوسواسي بسلوك آخر يكون مقبولا اجتماعيا ونفسيا، وعلى النطاق الشخصي بالنسبة لك.

مثل هذا الوسواس بالرغم من بساطته، إلا أنه بالفعل يؤدي إلى تشتت الذهن، لأن جانب القلق فيه كبير جدا، لذا أنصحك بتمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي، أوضحنا بصورة جيدة جدا في استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) أرجو أن تقومي بقراءة هذه الاستشارة بصورة جيدة، وتأخذي بما أوردنا بها من إرشاد، وتمارين الاسترخاء إذا طبقت بصورة ممتازة سوف تزيل عنك الضيق والتوتر.

أريدك أيضا – أيتها الابنة الفاضلة – بصفة عامة أن تكوني متميزة في إدارة وقتك، قسمي وقتك بصورة ممتازة: النوم المبكر، الاستيقاظ المبكر، صلاة الفجر في وقتها، الاستعداد للمدرسة مبكرا، مذاكرة بعض المواد التي تحتاج لحفظ في فترة الصباح، الانتباه في المدرسة، التواصل مع الزميلات، الجلوس في الصفوف الأولى، ثم العودة للمنزل، أخذ قسطا من الراحة، طعام الغداء، الترفيه على النفس بما هو جميل، ثم القراءة مرة أخرى والاستذكار (وهكذا).

هذا البرنامج اليومي يصرف انتباهك تماما عن القلق وعن الوساوس، والإنسان حين يحس أنه فعال، أنه بالفعل يقوم بإنجازات إيجابية، هذا يدعمه جدا ويشجعه جدا، وهذا نسميه بالمردود الإيجابي الداخلي، يعني أن الإنسان يكافئ نفسه بنفسه، وهذا دليل على التغيير، التغيير الداخلي، التغيير من الذات، وهذا هو الذي أوصانا الله تعالى به في قوله: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، وأنت لست في حاجة لعلاج دوائي.

أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات