السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحد أقاربي أصيب بما يسمى نوبات نقص تروية الدم العابرة (transient ischemic attacks (TIAs)، واستمرت لمدة ساعة أو ساعتين، وذهبت، وتم عمل فحوصات وأشعة، وجميعها سليمة -ولله الحمد-، ولكن لم يعلموا ما هو سبب النوبة، وأيضا وجدوا جلطة قديمة لم نكن نعلم بها، لكنها ذهبت، والآن هناك المزيد من الفحوصات والتحاليل؛ للتأكد من كامل صحته.
قرأت الكثير عن هذه النوبات، وتحدثت مع الطبيب المختص، لكن لم أجد ما يقنعني أو يطمئنني، فأحببت أن أطرح عليكم عدة أسئلة:
1- هل هذه النوبات من النوع المنتشر البسيط الذي في الغالب لا يؤثر على الشخص مستقبلا وتأتي نادرا، أم أنها نوع خطير وله تأثيرات على المريض في بقية حياته؟
2- هل صحيح ما يقال: إنها سابقة لجلطات دماغية كبرى؟
3- قال لي الطبيب: إن احتمالية إصابة الجلطات لمن تأتيه هذه النوبات تكون أقوى من غيره، هل هذا صحيح؟
أتمنى الإجابة، فلا أخفيكم أنني مكتئب ومتخوف من حدوث أعراض، أو مشاكل لدى المريض.
شكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نوبات نقص تروية الدم العابرة أو (transient ischemic attacks (TIAs)، هي نوبات من ضيق مؤقت للشرايين الصغيرة المغذية لبعض المناطق في المخ، وهذه النوبات مؤشر على حدوث خلل ما، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وترسب (الكوليستيرول) في الدم، بما في ذلك شرايين المخ؛ وبالتالي تعتبر هذه النوبات إنذارا مبكرا لكي يتم اتخاذ الاحتياطات الواجبة، مثل: تحليل (الكوليستيرول) والدهون الثلاثية، وتحليل وظائف الكبد، وقياس وعلاج ضغط الدم في حال ارتفاعه، وإنقاص الوزن في حالة السمنة أو الوزن الزائد، والتوقف التام والفوري عن التدخين، وأخذ قسط وافر من النوم ليلا لا يقل عن 6 ساعات، مع إمكانية نوم القيلولة لمدة ساعة ظهرا أو بعد العصر.
للإجابة على الأسئلة: إذا لم يتم الوقاية من كل الأمراض التي جاء ذكرها، فقد تتطور تلك النوبات المؤقتة في وقت من الأوقات إلى نوبات أشد، ومع ارتفاع الضغط المهمل علاجه، قد يؤدي ذلك إلى نزيف في المخ، وهي ليست سابقة أو بداية لجلطات في المخ، ولكن هي صرخة من شرايين المخ؛ للأخذ بالأسباب وتداركها، ومع اتخاذ الإجراءات الاحترازية، فلا قلق، ولا بأس -إن شاء الله-.
كلام الطبيب صحيح من ناحية الإحصائيات الطبية، حيث إن نسبة حدوث الجلطات لمن عانى من تلك النوبات تكون أعلى من غيره، ولكن العبرة في النهاية في العلاج والوقاية من تلك النوبات، وفي حال السن الكبير -أي فوق الخمسين- لا مانع من تناول (أسبرين) أطفال، 75 مج، مرة واحدة يوميا؛ لمنع حدوث تلك الجلطات.
وفقك الله لما فيه الخير.