السؤال
السلام عليكم.
منذ نحو سنة وأنا أعاني من جريان اللعاب ليلا، بمعنى أنه عندما أخلد إلى النوم لا أحس به، وحينما أستيقظ فى الصباح أجد فمي مليئا باللعاب، وأظل على هذا الحال إلى أن آكل شيئا، فإن أكلت أصبحت طبيعيا.
يزيد عبء المشكلة على عاتقي في شهر رمضان المعظم وقت الصيام، فلا أستطيع أن آكل، فيظل جريان اللعاب .
لا أعلم ما السبب؟ علما أني كنت واضعا تقويما للأسنان خلال تلك السنة، وقد أزيل، ولكن بقيت عملية التنظيف.
أرجوكم منكم الحل، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا وسهلا بك -أخي الكريم- في موقع استشارات (إسلام ويب).
إن مشكله سيلان اللعاب شائعة في وقتنا الحالي، ولهذه المشكلة أسباب عدة، سأذكرها لاحقا. وهذه المشكلة قد تسبب الإحراج للكثير؛ لذلك يجب علينا فهم الأسباب المؤدية إلى ذلك وعلاجها.
يتم إفراز اللعاب عن طريق الغدد اللعابية، وهي (3) غدد رئيسية (النكفية وتحت الفك وتحت اللسان)، وعن طريق مئات الغدد اللعابية الصغيرة المنتشرة في جوف الفم، وفي الشفاه وسقف الفم وباطن الخد واللسان.
أوجد الله -سبحانه وتعالى- اللعاب ليكون في حاله توازن داخل الفم، حيث يمكن بلعه أو حتى التخلص منه أثناء اليقظة، ونفقد هذه الآلية أثناء النوم.
وأهم سبب لسيلان اللعاب أثناء النوم، هو بقاء الفم مفتوحا، مرافقا مع قله نشاط البلع وارتخاء العضلات المحيطة بالفم. وبشكل طبيعي يزيد إفراز اللعاب نتيجة وجود أي مثير أو جسم أجنبي داخل الفم، منها: بعض الحشوات المعدنية، وتقويم الأسنان، وبعض الأجهزة السنية المتحركة.
ومن أسباب سيلان اللعاب أثناء النوم :
1- وجود مشاكل تنفسية تبقي الفم مفتوحا، كضخامة القرينات الأنفية، والتهاب الجيوب وغيرها، حيث إننا لا نملك القدرة للسيطرة على أجسامنا أثناء النوم، فينفتح الفم بشكل لا إرادي.
2- وجود مشاكل بنيوية ضمن جوف الفم، كضخامة اللسان -والتي تستطيع فحصها بنفسك، حيث تلاحظ وجود انطباع الأسنان على السطوح الجانبية للسان- وسوء الأطباق، والنخور السنية.
3- تناول بعض الأدوية التي يكون من آثارها الجانبية زيادة إفراز اللعاب، مثل الأدوية النفسية.
4- بعض الأمراض كداء (باركنسون)، وبعض الأمراض العصبية التي تودي إلى شلل وارتخاء العضلات.
5- وجود طفيليات معوية تظهر في تحليل البراز؛ لذلك يجب استشارة طبيب الأمراض الهضمية.
لذلك -أخي السائل- يجب علينا أولا معرفة السبب المؤدي لسيلان اللعاب؛ لتحديد آلية العلاج، والتي قد تشمل معالجة انسداد الطرق التنفسية إن وجدت عن طريق طبيب الاختصاصي بأمراض الأنف والحنجرة.
تغير وضعية النوم -النوم على البطن مثلا-، إلى النوم على الجانب، أو على الظهر، أوعلى وسادة مرتفعة قليلا، ومعالجة أي نخور ضمن جوف الفم، أو التهاب اللثة، ونزع الأجهزة السنية المتحركة قبل النوم، وعدم وجود أي مرض عصبي.
إجراء بعض التمارين لتقوية وشد عضلات الوجه -نفخ بالون مثلا- إن كان هناك مرض عصبي أدى إلى ارتخاء عضلي مرافق.
أنصحك –أخي- في حال عدم وجود أي مرض جهازي أو عصبي، وفي حال عدم وجود ضخامة باللسان، فعليك القيام بالتمارين التي ذكرتها لك؛ لتقوية العضلات الفموية، وصقل وتلميع الأسنان من المواد التي استخدمت في لصق التقويم، والتي قد تكون سببا للنخور السنية، وتغير وضعية نومك، والنوم على وسادة مرتفعة على الجانب الأيمن، والإقلال من تناول الأطعمة الحمضية، والإقلال من مضغ العلكة، واستعمال السواك بشكل منتظم؛ لما له من فؤائد جمة، والمضمضة بالماء بشكل جيد بعد تفريش الأسنان.
هناك بعض الأدوية التي يكون من آثارها الجانبية التقليل من إفراز اللعاب، ولكن لا أنصح بها إلا بعد اتباع التعليمات السابقة، وبقاء المشكلة لديك، فحينها يجب استشارة الطبيب قبل تناولها، وهي: (السكوبولامين _ الاتروبين) وهناك (الريبونول glycopyrrolate) وهو أفضلها، فيستعمل مرتين يوميا، وفي حال استمرار المشكلة يمكن عمل تضيق بالليزر لأقنية الغدد العابية المسببة.
أسأل الله لك الشفاء العاجل، مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله.