هل من طريقة فعالة لزيادة سعة المعلومات في الذاكرة؟

0 341

السؤال

السلام عليكم.

أستطيع أن أستذكر كمية قليلة من دروسي جيدا، وأحفظها عن ظهر قلب, ولكن عند دخول كمية أخرى على الذاكرة معها أنسى السابقة, هل هناك من طريقة فعالة لزيادة سعة المعلومات في الذاكرة؟

رزقت بطفل -والحمد لله- ولم يكمل السنة حاليا, وأريده أن يعتاد على كلمة أبي وأمي بدلا من (بابا وماما)، وأواجه صعوبات مع المجتمع الحالي في التأقلم مع ذلك، هل من حلول؟

وما هي أفضل كتب التربية الإسلامية للأطفال في هذا السن؛ حتى ينشؤوا نشأة إسلامية صحيحة، ويفيدوا الإسلام والمسلمين في المستقبل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك ولابنك دوام الصحة والعافية.

أولا: عملية التذكر -كما يقول علماء النفس- تمر بثلاث مراحل، هي: مرحلة الاكتساب، ومرحلة التخزين أو الحفظ، ثم مرحلة الاستدعاء أو الاسترجاع، فإذا تمت مرحلة اكتساب المعلومة بصورة جيدة بعيدة عن عوامل التشويش والضوضاء، وبكل انتباه وتركيز، وبعيدة عن الانفعالات الأخرى، مثل: القلق والخوف وغيرها، فإن تخزينها يتم بصورة جيدة، وكذلك استدعاؤها إذا لم تتأثر بعوامل النسيان.

ثانيا: الذاكرة تقوى بالتدريب، فحاول الالتزام ببرنامج معين يتم فيه حفظ معلومات معينة، وأفضل عمل هو حفظ آيات قرآنية يوميا، ولو بالقدر اليسير، ثم الاستمرار في ذلك إلى أن تبلغ الهدف الذي تريده، مثل حفظ سورة معينة أو جزء معين.

المعلومات التي لا تكرر تكون قابلة للنسيان، فلا يكفي قراءتها مرة واحدة وتظل كما هي، لذلك هذا شيء طبيعي. وحتى حفظة القرآن الكريم يحتاجون لمراجعته دائما، وإلا تفلت منهم.

وإليك بعض الإرشادات التي ربما تساعدك في تثبيت المعلومات:
1- الإكثار من فعل الطاعات وتجنب المنكرات، وتذكر قول الإمام الشافعي -رضي الله عنه-:

شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يهدى لعاصي

2- الاهتمام بحفظ الكليات -أولا- قبل التفاصيل.

3- بالنسبة للكلمات والأسماء، حاول ربطها بكلمات وأسماء معلومة ومحفوظة جيدا في ذاكرتك.

4- تكرار المعلومة أكثر من مرة يثبتها أكثر وأكثر.

5- حاول الاعتماد على ذاكرتك بقدر ما تستطيع في تذكر الأحداث والملاحظات بدلا من كتابتها في المذكرات أو الأجهزة الإلكترونية.

6- كذلك إعطاء فترة راحة بين كل معلومة وأخرى قد يساعد في عدم تداخل المعلومات مع بعض؛ ذلك لأن تداخل المعلومات يعد من عوامل النسيان.

ثالثا: نشكرك على اهتمامك وحرصك على تربية ابنك تربية تقوم على الأسس الإسلامية السمحاء، ونسأل الله تعالى أن يجعله من الصالحين، وينفع به الأمة الإسلامية.

أخي الفاضل: الطفل في هذه المرحلة المبكرة يتعلم بالتقليد، فإذا سمع من حوله -خاصة الأم- يناديك باسمك سيفعل ذلك إذا استطاع نطق الحروف المكونة لاسمك، والسهل عليه في البداية نطق الحروف التي تخرج من الشفتين، فربما تكون كلمتا (بابا وماما) أسهل عليه من أبي وأمي؛ لأنه لا يعي الضمائر في هذه المرحلة، وربما يسهل ذلك لاحقا.

فالأمر -أخي الكريم- يختلف من ثقافة لأخرى، ومن مجتمع لآخر، والمهم هو ألا يناديك باسمك، لكن يعلم أن والده اسمه كذا، ووالدته اسمها كذا.

ونقول لك: إن الطفل في هذا العمر محتاج للعطف والمحبة؛ حتى يشعر بأنه عضو مرغوب فيه، وحتى سن السابعة يحتاج أن يلعب ويلهو؛ لكي تتفتق قدراته وإمكاناته وميوله، وهذا يتطلب أيضا أن يجد الجو الأسري المعافى الخالي من التوترات والمخاوف، والذي فيه القدوة الحسنة، فسينشأ -إن شاء الله- سويا ومعافى مشبعا لحاجاته ورغباته.

أرشدك بالاطلاع على كتب علم نفس النمو، فستجد فيها متطلبات كل مرحلة من مراحل العمر، وكذلك الكتب التي تركزعلى تربية الأبناء في الإسلام.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مواد ذات صلة

الاستشارات