ما أسباب الإصابة بالسكري؟ وهل يصاب النحيف بمرض السكري؟

0 339

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب، عمري 20 عاما، أعاني من النحافة منذ الصغر، ولدي هاجس منذ سنوات أن سبب هذه النحافة وراثي؛ حيث إن والدي مصاب بمرض السكري (أصيب به في بداية الثلاثينات من العمر) وقد كان قبل إصابته بهذا المرض نحيفا، وهو يعاني من السكري من النوع الثاني، وبعد أن بدأ بالعلاج بحقن الأنسولين أصبح وزنه كبيرا، ووصل إلى درجة السمنة.

قمت بعمل فحص للسكري، بعد أن امتنعت عن تناول الطعام لمدة 12 ساعة، وكانت النتيجة 85، وأخبرني الطبيب أنها نتيجة جيدة، ولا تدل على الإصابة بمرض السكري.

حدث معي الكثير من الأحداث التي غيرت مجرى حياتي للأسوء؛ مثلا: في مدة من حياتي زادت هذه الهواجس، ولم أعد أستطيع أن أتناول أي قطعة من الحلوى، وكنت أرى نفسي في المنام (الحلم) أتناول السكر، وأنا غير محتمل لذلك، وجسدي كان بحالة سيئة، حتى إنني بعد أن استيقظت من النوم في تلك الليلة؛ كان حلقي جافا جدا، وفمي كذلك، والمنطقة التي حول شفتي أيضا.

من بعدها لم أعد أستطيع تناول الحلوى إلا بكمية قليلة جدا، وبأنواع محددة جدا، ولم أعد أضع السكر في الشاي، فحصت قبل شهرين من الآن وكان أيضا بعد هذا الحدث (المنام الذي رأيته).

سؤالي هو: هل هناك أي علاقة بين احتمال الإصابة بمرض السكري، وبين نحافتي التي أعانيها الآن؟ وأيضا ما التفسير للأحلام الكثيرة التي كانت تراودني بأنني لا احتمل تناول السكريات؟

أيضا سمعت أن سبب الإصابة بمرض السكري هو السمنة بالدرجة الأولى، بحيث إذا تم تجنب السمنة يمكن تجنب السكري من النوع الثاني، ولكن كيف أصيب به والدي وهو في حالة النحافة (كان قبلها نحيفا طوال حياته، ولم يهبط وزنه فجأة)؟

وأيضا كيف لي أن أتخلص من هذه الهواجس؟ وهل هناك أي طريقة يمكن أن أقي بها نفسي من هذا المرض؟

أرجو الإجابة عن أسئلتي، فالموضوع مهم جدا بالنسبة لي.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الداء السكري هو من أكثر الأمراض شيوعا في العالم العربي، فإن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري، أو الذين لديهم بدانة؛ هم أكثر عرضة للإصابة بالداء السكري من غيرهم، وهؤلاء من الأفضل لديهم مراقبة سكر الدم كل فترة ستة أشهر تقريبا؛ للتأكد من عدم الإصابة.

والخلل الرئيس في الداء السكري هو: إما نقص الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن حرق السكر في الدم، أو عدم استجابة الجسم لهذا الهرمون.

أنواع الداء السكري: الداء السكري نمط 1، ويسمى أيضا السكري الشبابي، ويحدث عادة قبل سن الأربعين، وفي هذه الحالة يكون الخلل في إفراز الأنسولين في الجسم، وهذا يترافق عادة مع أعراض شديدة من زيادة سكر الدم، وقد يسبب ما يسمى بالاحمضاض الكيتوني، حيث يرتفع سكر الدم لأرقام عالية، وبصورة مفاجئة، وهذا النوع من السكري يعالج فقط بالأنسولين، دون البدء بالعلاج بالأدوية الفموية.

الداء السكري نمط 2: هذا النوع عادة ما يصيب كبار السن، ويظهر خاصة عند البدينين، وفي هذه الحالة يكون هناك خلل في استجابة الجسم للأنسولين، أو نقص في إفراز الأنسولين من البنكرياس، وعلاج هذه الحالة يكون بالاعتماد على الحمية بالدرجة الأولى، والعلاج بالأدوية الفموية بداية، ومن ثم الانتقال للعلاج بالأنسولين.

أهم أعراض الداء السكري: زيادة العطش، وتكرر التبول، ونقص الوزن غير المبرر، وتشوش الرؤية، وزيادة الشعور بالجوع، وكما ذكرنا في حالة الداء السكري النمط الأول حدوث حالات الاحمضاض الكيتوني، والتي تؤدي للتعب العام، وتسرع التنفس، وتغير رائحة الفم والنفس، وهي عادة حالة إسعافية، وتحتاج للعلاج في المشفى.

تشخيص الداء السكري: يكون بتحليل سكر الدم، إما بعد صيام 6 ساعات، فإن كان عيار السكر أكثر من 120 ملغ/ 100 ملليتر؛ فهذا يثبت التشخيص بالإصابة بالسكري، أو بعد وجبة الطعام بساعتين، فإن كان عيار السكر أكثر من 180 - 200 ملغ/ ملليتر؛ فهذا أيضا يثبت التشخيص.

وأهم النصائح في الداء السكري: محاولة ضبط الحمية؛ بالاعتماد أكثر على الخضار المطبوخة، والتخفيف من السكريات، والدهون، والدسم، وتناول كمية معتدلة من البروتينات، وممارسة الرياضة اليومية إن أمكن، والالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب؛ لأن ضبط أرقام السكر في الدم بصورة جيدة يؤدي لتأخير مضاعفات الداء السكري، أو عدم حدوثها -بإذن الله-.

وحسب ما ورد في استشارتك فإن الوالد غالبا أصيب بالداء السكري النمط الأول، والذي يعتبر سببه وراثيا بالدرجة الأولى، وعادة لا علاقة له بزيادة الوزن.

أهم وسائل الوقاية بالنسبة لك هي: إجراء تحليل لسكر الدم كل 6 أشهر كما ورد سابقا، ومحاولة الالتزام بالحمية المناسبة، وتجنب زيادة الوزن، مع ممارسة الرياضة بصورة منتظمة.

إضافة من قسم الاستشارات: ونعتذر لك أخي الكريم عن عدم الإجابة عن الرؤى التي رأيتها لعدم وجود مستشار في القسم يختص بتفسير الرؤى.

نرجو من الله لك دوام الصحة والعافية.

مواد ذات صلة

الاستشارات