السؤال
السلام عليكم.
أنا أعشق القراءة والثقافة، ولا أمل من قراءة الكتب والمقالات، ولا أضجر من قضاء الساعات تلو الساعات في القراءة.
مع العلم أني أعمل كمهندس مدني في القطاع الخاص، لكنني أعشق القراءة خاصة في الأدب والأعمال الفنية والتراث.
فهل يمكنني الاستثمار في هذه الهوايات استثمارا يعود علي بالنفع المادي والمعنوي؟ (أجمع متعتي مع فائدتي)، أرجو أن تكون الحلول عملية ومجربة، فأنا أؤمن بمقولة: اعمل فيما تعشق.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابننا الموهوب- في موقعك، ونثني على جمعك بين المباني والمعاني، ونسأل الله أن يوفقك ويجعلك ممن يرقى سلم المعالي، ونسأله سبحانه أن يحقق لنا ولك الأماني.
وأرجو أن تعلم أن كثيرا من المهندسين لهم إسهامات دعوية وشرعية وأدبية، والكفاءات مطلوبة في كل الميادين، وننصحك بالتواصل مع المختصين حتى تحب منهم التوجيه والإرشادات والتطوير والتنظيم للقدرات التي وهبها لك الوهاب.
وهذا الأمر مهم لكل القراء، والشخص المختص قد يدلك على كتاب يغني عن عدد من الكتب، ومن خلال الحوار معه يستطيع أن يعرف الدرجة التي وصلت إليها، والتزكية من المختصين مهمة.
ولا مانع من التواصل مع النوافذ الأدبية والأعمدة الثقافية في الدوريات والصحف والمجلات، بل هناك بعض الجامعات تستفيد من المثقفين في المجالات التي برزوا فيها.
ونتمنى أن تواصل الاهتمام بالأدب والثقافة والتاريخ؛ لأنها من أساسيات إعداد القادة، وأرجو أن تحاول الكتابة مع القراءة حتى تدخل عالم التأليف الحر.
ولا يخفى على أمثالك أن القراءة تطيل الأعمار؛ لأنها تكسب خبرات الآخرين، والقراءة سوف تجعل أداءك كمهندس يرتفع؛ لأنها ترفع من معدلات الوعي والفهم للناس، والأحياء والحياة؛ كما أن علم الهندسة من العلوم التي تكسب أصحابها الدقة والملاحظة والترتيب والنظام، وهي مهارات تترك البصمات في كافة الاتجاهات.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
سعدنا بتواصلك ونفرح باستمرارك في التواصل، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد.