السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا امرأة عمري 22 سنة، متزوجة منذ سنة ونصف، أعاني من صداع منذ الطفولة، حيث يكون الألم مستمرا حول العينين، وأحيانا يتركز على الجانب الأيسر، ولكن منذ أشهر أصبح الألم في الرأس من الخلف، والأسفل، وحول الأذنين، على شكل كدمات، أو نبض مستمر.
ذهبت لأطباء العيون، والأنف والأذن والحنجرة، وكانت نتائج الفحوصات سليمة، وذهبت إلى طبيب الأسرة، فأخبرني أن عضلات الرقبة مشدودة، وأعطاني دواء يرخي العضلات، وأجريت تحاليل فيتامين د، والغدة الدرقية منذ شهرين، وكانت سليمة، عدا نقص بسيط في فيتامين د، وأعطاني الطبيب دواء له.
وأعاني من مشكلة في الأسنان بالفك، هل تكون سببا في هذا الألم؟ وهل الأورام تسبب خللا في الوظائف الحيوية؟ أو كريات الدم؟ وهل تنصحونني بإجراء أشعة الرنين المغناطيسي على رأسي؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ صبا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مستوى فيتامين (د) المناسب ما بين 30 إلى 40، ومعظم نتائج التحاليل بها نقص حتى بعد تناول العلاج، وهي تتراوح ما بين 10 إلى 20، والمستوى الآمن يصل حتى 80، وبالتالي فلا خوف من زيادة مستوى فيتامين د، بل القلق من عدم الوصول إلى المستوى المطلوب، وبالتالي لا بد من تكراره كل فترة؛ للحصول على المستوى المطلوب، مع الجلوس في غرفة تدخلها الشمس بملابس خفيفة، لمدة نصف ساعة كل يوم، أو يوما بعد يوم، لتعريض أكبر مساحة من الجسم إلى أشعة الشمس المباشرة؛ لأن هذا الفيتامين موجود تحت الجلد، ويحتاج إلى الشمس لتحويله إلى مادة نشطة.
ومع تحليل صورة الدم، وعدم ارتفاع ضغط الدم، وسلامة الجيوب الأنفية، وعدم الحاجة إلى نظارة طبية من خلال قياس حدة الإبصار، فإن الصداع المتكرر والمزمن له علاقة في الغالب بمرض الصداع النصفي، وهو ناتج عن توسع في الأوعية الدموية في الرأس، واستثارة المستقبلات العصبية داخلها، وهي المسؤولة عن الإحساس بالألم؛ مما يؤدي إلى نوبات من الصداع، قد تشعرين بها في جانب واحد من الرأس، وقد تشعرين بها في كل الرأس، مع وجود أعراض تسبق نوبات الصداع تعرف بالأورا (Aura) مثل: الغثيان، والتقيؤ، والحساسية المفرطة للضوء، والضجيج.
ويحتاج المريض كجزء أساسي من العلاج إلى الاسترخاء في غرفة مظلمة، بعيدا عن الضوضاء، والصوت العالي، وفي بعض الأحيان يأتي الصداع بدون تلك الأعراض، ويعرف بالصداع النصفي بدون الأورا.
وما زالت أسباب الصداع النصفي غير مفهومة، إلا أنه وجد انخفاض في مستوى هرمون السيروتينين، ويسمى هرمون السعادة، وهذا يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية الطرفية في محيط الرأس؛ مما يؤدي إلى الصداع، ويتم تشخيص المرض من خلال التاريخ الطبي، والفحص البدني، ولا يحتاج الصداع النصفي إلى فحوصات وأشعة، إلا في الحالات الشديدة جدا مثل: الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية.
وعلاج الصداع أو الشقيقة، من خلال مسكنات الألم مثل: بروفين 600 مج بعد الأكل عند الضرورة، ويؤخذ أيضا Triptans، وهو حبوب 100 مج تؤخذ مرتين يوميا، أو على صورة بخاخ في الأنف، وهذا يعطي نتائج أسرع في علاج الصداع، وتعالج الشقيقة أيضا من خلال تناول الأدوية المضادة للاكتئاب antidepresants، مثل: Cebralex 20 mg، أو كبسولات Prozac 20 mg، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية، ويحسن الشعور بالضيق، ويقلل كثيرا من المخاوف المصاحبة للمرض، والحجامة من بين البدائل العلاجية لمرض الصداع النصفي، ويمكنك عمل كاسات حجامة بدون تشريط في فروة الرأس عند خبير الحجامة، وفيها فائدة كبيرة لعلاج الصداع -إن شاء الله-.
وفقك الله لما فيه الخير.