السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل طرح سؤالي أود أن أشكر الموقع والقائمين عليه والداعمين له.
لدي مشكلتان:
الأولى: أنا طالب بالصف الثالث المتوسط، ومتفوق جدا في دراستي، لكن لا أجد أي اهتمام أو تعاون من قبل أفراد أسرتي، في الدراسة أو في أي مجال آخر من حياتي، فكل تفوقي وتحصيلي المرتفع هو جهد شخصي مني، فهم لا يهتمون بي، ولا يسألوني حتى عن جديدي في الدراسة، وفي العطل بعد ظهور النتائج لا أجد منهم أي علاوة أو تحفيز يشجعني على المتابعة والاستمرار، ومع أن حالتنا المادية ليست بالجيدة، ولكن باستطاعتهم أن يقدموا لي أي شيء رخيص، ولو تشجيعا فقط.
في أيام الاختبارات لا يتركون لي وقتا للمذاكرة، بل أقوم بجميع أشغالي كما لو أني في أيام عطلة، وإن قلت لهم: أريد أن أذاكر؛ يقولون: (قم، جعلك ترسب، قم وجيء بصفر، لا تنجح) فهذا يجعلني أسأل نفسي: لماذا أبقى متفوقا؟ فأنا أرى طلابا يشجعونهم أهاليهم طول السنة، ويملئونهم بالهدايا والمحفزات بنسب قليلة وبسيطة، بينما أنا نسبتي تكون فوق 99 دائما، ولا أجد أي تشجيع مادي أو معنوي.
أما مشكلتي الثانية: فهي إن حالتي النفسية سيئة جدا، بسبب حالتنا المادية وتضييق أبي علي، نعم -كما قلت- حالتنا المادية في تدهور مستمر، وذلك يؤثر علي وعلى نفسيتي، وذلك بسبب أننا غير سعوديين، وأبي غير متعلم، وبذلك ليس لديه وظيفة جيدة، أو بالأحرى هو عاطل، وليس ذلك فحسب، فتعامله غير الجيد معي، بأن يضربني على كل شيء الصغير والكبير، وأن يولي أخي الصغير علي بأن يجعله بمثابة أخي الكبير، فلا أستطيع تعليمه بسبب أنه لا يحترمني، بل وأنه يحرضه علي، فنحن في خلاف دائم، ومشاكله التي لا تنتهي مع أمي، فكلنا أصبحنا نكرهه وننفر من وجوده، بل ونتمنى وفاته.
ولم أنس وحدتي، أي أنه ليس لدي أصدقاء، أقصد كان لدي، ولكننا ننتقل دائما فلا تتاح الفرصة لي للبقاء والتعرف على أناس وأصدقاء، وهذه المشاكل أثرت على حالتي النفسية، فأصبحت أبكي ليلا عند نومي، وأفكر: لماذا قدر لي أن أعيش في هذه الحياة بين هذه الأسرة؟ لماذا لم أولد بين عائلة متحابة ذي حالة مادية جيدة، وبين إخوة متعاونين؟ لماذا لا أحد يقدر مواهبي واهتماماتي؟ لماذا ليس لدي أصدقاء؟
كلما تذكرت أحدا من الزملاء أزداد كآبة وحزنا؛ فهو مثالي وله حياة مثالية، أعني أنه متفوق وفصيح، وأخلاقه جيدة ليست بالسيئة، ومحبوب بين زملائه وأصدقائه، ذو نسب وحسب، يعيش بين أب متعلم وأم مجتهدة تحرص عليه، وإخوة متعلمين ومتحابين، ويساعدونه في كل شيء، فرأيت أن هذه هي الحياة التي أريدها، بل إني أشعر بالغيرة منه، وكم رغبت في صداقته هو وأصدقائه، فأتصادق معهم فترة ثم يتركونني وهكذا.
كل هذه المشاكل أثرت بقوة في نفسيتي، وأصبحت أفكر في الانتحار دائما، ولكني أتذكر العقاب المترتب عليه، ووالله لا أخفي عليكم -أيها الإخوة- لو لم يكن هنالك عقاب على ذلك؛ لانتحرت منذ صغري، فأنا أعاني من كل ذلك منذ أن كنت بالصف الخامس.
أتمنى أن تساعدوني في مشكلتي هذه، وتجيبوا علي بسرعة، وأعتذر إن لم أحسن صياغة السؤالين؛ فأنا في عجلة من أمري.
وشكرا مقدما.