السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي مشكلة بسبب التوتر وهي: أعاني من ألم في البطن قبيل الذهاب إلى أي موعد أو حدث، جيدا كان أو سيئا، يستمر الألم مدة يوم كامل تقريبا قبل الحدث بسبب التوتر، ولا أعلم كيفية تخطي هذه المشكلة.
الرجاء المساعدة. جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالتك بسيطة جدا، وأقول لك سبحان الذي جعل الأجساد والنفوس تهيأ نفسها بنفسها لتحمي نفسها عند المواجهات، أو التحضير لأي حدث حياتي جديد.
الذي يحدث لك –أيتها الفاضلة الكريمة– هو أمر طبيعي جدا، لكن ربما يكون أعراضك فيها شيء من المبالغة البسيطة، وأود أن أشرح لك ما يحدث:
الإنسان حين يكون مواجها لوضع جديد على نفسه وعلى حياته، مثلا أن يقابل شخصا لا يعرفه، أو أن يقابل شخصا مسؤولا، أو تكون عنده مواعيد كما في حالتك أنت، هنا يهيئ الجسم نفسه من خلال إفراز مادة تعرف باسم (أدرينالين) (adrenaline) أو تسمى (إبينيفرين) (Epinephrine) وهي أحد المواد العصبية المهمة جدا، إفرازها يؤدي إلى قوة وتسارع في ضربات القلب، لأن الجسم عند المواجهة يحتاج للمزيد من الأكسجين، والأكسجين لا يتأتى إلا من خلال ضخ الدم عن طريق القلب، لأن الدم هو الذي يحمل الأكسجين، فمن خلال هذه العملية الفسيولوجية يحدث إشباع كامل للجسم بالأكسجين، أي تسارع في ضربات القلب، شعور بالانقباض، شعور بالتوتر، وهذا كله ناتج من إفراز هذه المادة سابقة الذكر.
هذا هو الشيء الطبيعي، لكن في بعض الأحيان بعض الناس ونسبة لحساسية في شخصياتهم وتهيبهم للموقف وتضخيمهم للأمور، هذا التفاعل الفسيولوجي الإيجابي يتحول إلى شيء من السلبية، وذلك من خلال ظهور بوادر زيادة للتوتر، تؤدي إلى انقباضات عضلية في أماكن معينة في الجسم كالبطن أو الرأس أو أسفل الظهر، ولذا بعض الناس يشتكون من آلام هنا وهناك كما هو في حالتك أيتها الفاضلة الكريمة.
الذي أريده منك هو أولا: لا تضخمي ولا تجسمي هذه المقابلات، أي شخص تودين مقابلته هو بشر في نهاية الأمر، لا يزيد عنك ولا تقلي عنه في أي شيء، حتى وإن كان صاحب منصب وخلافه، هذا هو المبدأ الأول.
المبدأ الثاني: حضري نفسك قبل وقت كاف لهذه المقابلات، التحضير الذهني، الاستعداد، ماذا سأقول؟ ماذا سوف أفعل؟ حتى وإن كانت صديقة لك تود أن تزورك وأعطتك مواعيد، فلا بد أن يكون في مخيلتك بعض الأمور والمواضيع التي تودين مناقشتها معها، وشيء من هذا القبيل، إذا التحضير النفسي يفيد كثيرا.
الأمر الثالث هو أن تعبري عن ذاتك، لا تحتقني، لا تكتمي أبدا، حتى الأشياء البسيطة التي لا ترضيك في الحياة بصفة عامة حتى مع أهلك وذويك وصديقاتك، عبري عن ذاتك.
رابعا: تمارين الاسترخاء ذات فائدة عظيمة جدا، فطبقي هذه التمارين بجدية، ويمكن أن تتدربي عليها من خلال الاطلاع على استشارة بموقعنا تحت رقم (2136015) فيها تفاصيل بسيطة جدا لكنها جيدة ومفيدة جدا.
خامسا: بصفة عامة الإنسان حين ينظم وقته، ويكون لديه أهداف، وإيجابيات في تفكيره، هذا يشعر الإنسان بالاسترخاء العام.
سادسا: الدعاء، أن تسألي الله تعالى أن ييسر أمرك، أن يحفظك، وأن يوفقك، وأن يسدد خطاك، هذا فيه خير كثير.
والله الموفق.