السؤال
أنا شاب عمري 25 سنة، أصبت بالمرض منذ تسعة أشهر، حيث كنت أعتقد أن هناك أناس يريدون أن يدهسوني بالسيارة، فذهبت إلى الدكتور ووصف لي دواء الريسبردال، أريد وقف تناول الدواء، حيث أني جربت وقفه لمدة خمسة أيام لكني أصبحت لا أنام بعد قطع الدواء وأحسست بالتعب؛ فاضطررت إلى الرجوع إليه بعد اليوم الخامس.
كيف أستطيع التوقف عن تناول دواء الريسبردال؟ الرجاء مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أيها الفاضل الكريم: من المبادئ الطبية المهمة جدا أن أي دواء إذا وصفه الطبيب يجب أن تكون مدته واضحة، وجرعته واضحة، ويجب أن يكون هنالك التزاما من جانب الطبيب ومن جانب المريض بخصوص المتابعة، والدواء تحدد مدته حسب الحالة التي يعاني منها الإنسان، وجرعة العلاج تبدأ بجرعة بداية –أو جرعة تمهيدية– وبعد ذلك تكون هنالك جرعة علاجية، ثم جرعة وقائية، ثم جرعة بسيطة متدرجة ليتم التوقف عن الدواء بصورة متدرجة وليس فجأة.
حالتك –أيها الفاضل الكريم– من الواضح أنها فيها نوع من الأفكار الوسواسية، أو الأفكار الظنانية، وهذه الأفكار بالفعل مزعجة لك ولا شك في ذلك، وعقار (رزبريدال Risporidal) الذي وصفه لك الطبيب من الأدوية الممتازة جدا لعلاج هذه الأفكار الظنانية.
من وجهة نظري: لا تقطع الدواء، وأرجو أن ترجع إلى الدواء، ومن ثم تراجع طبيبك، ودعه يحدد لك مدة العلاج، والتوقف عن الدواء ليس أمرا صعبا، لكن قد تكون نتائجه صعبة إذا لم يكمل الإنسان الدورة العلاجية الكاملة، ولابد –أخي محمد– أن ألفت نظرك على أن هذه الأدوية هي نعمة عظيمة أنعم الله علينا بها، والدواء يعمل من خلال منظومة كيميائية معقدة جدا في الدماغ، وفعالية الدواء تبنى بالتدريج، والتوقف عنه دائما من الأفضل أن يكون بالتدريج، والإنسان إذا توقف عن الدواء دون أن يكمل مدة العلاج -حين ترجع له أعراض المرض مرة أخرى- قد لا تكون استجابته استجابة جيدة حين يوصف له الدواء في المرة الثانية.
فأرجو أن ترجع لدوائك، وتستمر عليه، وتراجع الطبيب، ودع الطبيب يحدد لك مدة العلاج، والرزبريادال دواء بسيط، ودواء سليم، وأنت ذكرت أنك حين توقفت عنه لمدة خمسة أيام لم تنم نوما جيدا، هذا دليل قاطع على أنك في حاجة للعلاج، فأرجو ألا تهمل نفسك، ولا تنزعج من الدواء، والمرض ابتلاء، وما دام هنالك وسيلة تزيله فيجب أن تستفيد من العلاج لأقصى درجة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.