السؤال
السلام عليكم
وفقكم الله لما فيه الخير، وأثابكم عنا كل خير.
أريد طرح مشكلتي الغريبة نوعا ما: أنا شاب عمري 20 عاما، طولي 185سم، أبدو أكبر من سني، بدأت العمل في شركة منذ ثلاث سنوات، فقابلت هناك فتاة غاية في الأدب والأخلاق، جميلة ولطيفة، تعرفت عليها بالبداية كزميلة في العمل، ثم تطورت العلاقة شيئا فشيئا حتى وصلت لدرجة الحب والتعلق، هي تعلقت بي كما أنا، أصبحت أغار عليها وأتتبعها أينما ذهبت، وأوصلها لمنزلها، متفاهمان بشكل كبير، وأصبحت كل اهتمامي.
في هذه الفترة قررت الارتباط بها على سنة الله ورسوله، لكن المفاجأة ليست في ما سبق، المفاجأة هي أن الفتاة تكبرني بثمان سنوات، وهي تبدو أصغر من عمرها، ولم يتسن لي أن أسألها عن عمرها، قررت أن أخبر أهلي بقصتي؛ فخفت من رفضهم، رفضهم الذي سيبررونه بسبب فارق العمر، والله يعلم كم أحببتها، وأردتها كزوجة على سنة الله ورسوله، والآن ما زال بيننا محبة ومودة، ونتحادث يوميا، ولم أقدر على نسيانها. فماذا أفعل؟
جزاكم الله الخير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، وكم تمنيت لو أنك تواصلت بنا، أو أخبرت أهلك وأشركتهم قبل أن تتعمق المشاعر، وتتمدد بينكما العواطف، وهي عواصف، والإشكال أنه ليس لها غطاء شرعي يبرر التواصل بالطريقة المذكورة، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعينك على إقناع أهلك، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
وننصح بما يلي:
1- اللجوء إلى الله؛ لأن قلوب الوالدين وقلوب العباد بين أصابعه سبحانه يصرفها ويقلبها.
2- التوقف عن التواصل مع الفتاة، وإيقاف التمدد العاطفي حتى يوضع في إطاره الشرعي، والشرع حاكم للجميع، وفي ذلك نصح لنفسك ولها، ويمكن أن تشعرها أنك ستبتعد؛ لأنكم ينبغي أن ترضوا الله.
3- زيادة البر للوالدين والقرب منهم.
4- إقامة علاقة بين الفتاة وبين عمة أو خالة؛ لتقف معك عند اللزوم.
5- إعلان رغبتك في الزواج، وطرح اسم الفتاة في جلسة الأسرة، وذكر محاسنها دون ذكر علاقتك بها.
6- قياس درجة تفاعل الأسرة بما ذكرت.
7- التواصل مع الموقع؛ للتقييم.
ولا يخفى عليك أن فارق العمر ليس مشكلة، بل نستطيع أن نقول: الشاب الناضج قد تصلح معه من هي أكبر؛ لأن النضج في النساء غالبا ما يتأخر، والمهم هو قناعتك، والقدرة على تجاوز الضغوط والتدخلات الأسرية والاجتماعية.
وهذه وصيتنا لك: بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.