السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة في الثانوية العامة، تخصص علمي، مشكلتي نفسية، بدأت قصتي عندما كنت في الأولى ثانوي، كنت أداوم بانتظام، وبدون تغيب، متفوقة في المواد العلمية، وكان معدلي مرتفعا، على نهاية السنة بدأت أبكي عندما أدرس، أتغيب عن المدرسة، أذهب للمستشفيات كثيرا، وجميع تحاليلي سليمة، نزل معدل إلى 84%، بسبب كثرة الغياب.
في المرحلة الثانية من الثانوية منذ بداية السنة وأنا أتغيب، لا أحضر إلى المدرسة، وكنت أتضايق من معلمة الفيزياء، إلى أن كرهت المادة، ولا أستطيع تقبلها ولا مذاكرتها، وإذا ذهبت إلى المدرسة أبكي وأعود إلى المنزل، لا أستوعب الشرح في جميع المواد، مع العلم أن جميع المعلمات شرحهن جيد، وتتشنج يدي وقت الاختبار، وأشعر بالتعب، نزل مستواي، وبقدرة الله تجاوزت المرحلة الثانية بمعدل 66 %، وفي مرحلة الثالثة ثانوي ازدادت حالتي سوء، عندما أفتح الكتاب الكلمات تتداخل في بعضها، ولا أستطيع النظر، كشفت على نظري فكانت الكشوفات سليمة، وعندما أفتح الكتب أشعر بكهرباء في رأسي مع صداع.
لم أستطع تجاوز المرحلة العامة، وتمت إعادة السنة مرة أخرى، لرسوبي في المواد العلمية، لا أستطيع الذهاب إلى المدرسة في الصباح، أداوم مساء، رسبت في المواد العلمية وحصلت على نسبة 55% في الفصل الأول، ذهبت إلى شيخ وأخبرني بأنني مصابة بالحسد، وقال لي: أوقفي الدراسة هذه السنة. بسبب تدهور حالتي النفسية، ونقص وزني السريع، من 63 إلى 40 خلال شهر فقط.
لا أريد إيقاف الدراسة، أريد أن أكمل الفصل الثاني، لكن الشيخ منعني ووصف لي الأدوية، ما هو الحل؟ لا أريد إعادة السنة، أريد العلاج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كل الذي حدث لك هو نوع من الشعور بالإحباط، والشعور بالإحباط قد تكون بداياته عدم توافقك مع الدراسة، لسبب لا أستطيع أن أحدده، لكن غالبا في مثل حالتك هذه قد يكون هنالك قلق بسيط، أو شيئا من الخوف الذي جعلك لا تتقبلين الدراسة بالصورة المطلوبة، وهذا قطعا نتج عنه إخفاقك في الامتحانات، وهذا أدخلك في إحباط شديد وشعور بالكرب، وهكذا دخلت في هذه الحلقة المفرغة، وبعد ذلك أتتك الأفكار حول العين والحسد، وما قاله لك الشيخ – مع احترامي الشديد له – قطعا يكون دعم شعورك بالإحباط، خاصة طلب الشيخ منك أن تتوقفي عن الدراسة هذا العام، وأنا متأكد أنه قد قال لك هذا من حسن قصد، لكن قطعا هذا يسبب الإحباط.
الذي أراه -أيتها الفاضلة الكريمة- هو أن تواصلي دراستك مباشرة، لا تكافئي الإحباط بالمزيد من الإحباط، وهذه من الأمور الخطيرة، إننا في بعض الأحيان نكافئ أخطاءنا أو إخفاقنا من خلال المزيد من التقصير والتراخي، لا، اذهبي إلى دراستك غدا، ولا تتحسري على الماضي، ولا تتخوفي من المستقبل، ضعي لنفسك برامج دراسية جديدة تقوم على هذه الأسس:
1) النوم الليلي المبكر.
2) الاستيقاظ المبكر.
3) أداء صلاة الفجر.
4) الدراسة لمدة ساعة على الأقل بعد صلاة الفجر.
5) الذهاب إلى المدرسة.
هذه خطوة كبيرة في خطوات إذا اتخذتها سوف تستقبلين يومك بانشراح وبقبول وحسن تركيز، وسوف تجدين أن الأمور قد سارت معك في بقية اليوم على أحسن وجه، نظام بسيط جدا، لكنه من أفضل النظم التي تعين الطالب على حسن المذاكرة والاستيعاب، وفوق ذلك تمثل دفعا نفسيا كبيرا بالنسبة له.
من جانب آخر: أنا أفضل أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا مرة أو مرتين، حتى يصف لك أحد الأدوية المحسنة للمزاج، وهي موجودة وكثيرة جدا، أريدك أن تكوني نشطة على النطاق الاجتماعي، خاصة داخل البيت، تكوني متفائلة، تروحي على نفسك بما هو طيب وجميل، توثقي علاقاتك بصديقاتك وزميلاتك من الطالبات خالصة الصالحات منهن اللواتي لهن طموح وتطلعات أكاديمية عالية، الدراسة من خلال المجموعات كثيرا ما تؤدي إلى المؤازرة، وكوني أيضا على تواصل مع معلماتك، هذا يفيدك كثيرا، واسعي دائما لبر ورضاء والديك، هذا يقدم لك - إن شاء الله تعالى - خيرا كثيرا في الدنيا والآخرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.