السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة، ووالدتي -حفظها الله- متعبة نفسيا؛ لذلك تفتعل المشاكل معي، وذلك الأمر جعلني سريعة الغضب والعصبية، وأنا أريد برها، وأريد في نفس الوقت تجنبها؛ يعني لا أريد الجلوس والتحدث معها كثيرا؛ لأنها متقلبة المزاج وعصبية، ولا أستطيع فهم ما يرضيها وما لا يرضيها؛ لأنها إن لم تجد، تفتعل المشكلة، وأنا بصراحة تعبت نفسيا.
هل علي شيء لو ابتعدت عنها إلا إن طلبت مني شيئا أو تحدثت إلي بشيء، وإلا أصمت معها؟ وقد عانيت منذ الصغر معاناة لا يعلم بها إلا الله، ولا أريد التحدث كثيرا عن تلك المعاناة، لكني أريد معرفة حدود الله في علاقتي بها، فأنا لا أطيق الحديث والجلوس معها، راحتي بالابتعاد عنها، مع تأدية الواجبات؛ من مساعدتها في الأمور المنزلية والمالية.
إذا تكلمت شتمتني، وتحدث عني أمام إخوتي بما يسوؤني، وهي تميل لهم أكثر، -والحمد لله- إخوتي مدركون؛ لأنهم أحيانا يتعرضون لأذاها، إلا أنهم أغلب وقتهم في الخارج، وأنا الابنة، فهل يلحقني شيء من هذه المعاملة؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يرزقك بر والدتك، وأن يحقق لنا ولكم الآمال.
إذا تذكر الإنسان ثواب البر، وأجر البررة، سوف ينسى الآلام، فاحتسبي الأجر، وواصلي الصبر، وإذا لم نصبر على أمهاتنا، فعلى من سيكون الصبر؟!
أرجو أن تحافظي على قربك من الوالدة، ولا تبتعدي عنها، خاصة إذا كان ذلك سيحزنها؛ لأن إدخال الحزن على الوالدة لا يجوز، ونتمنى ألا تتأثري بكلامها؛ لكونها مريضة، وليس على المريض حرج، ولا تركزي على كل كلمة؛ لأن ذلك مما يجلب لك الأتعاب، ويدفعك للضيق والغضب، وما برت والدتها من تحد لها النظر عند الغضب، وعودي نفسك حسن الاستماع، وافعلي ما فيه رضوان الله، وتمسكي بما فيه مصلحة الوالدة، واعلمي أن الوالدة يرضيها حسن الاستماع.
إذا قالت الوالدة وهي تنظر للشمس: هذه ليست شمسا، فلا تجادليها، واكتفي بالسماع، ولا تعطي كلماتها أكبر من حجمها، ولا تتحرجي من تصرفاتها؛ فهي كبيرة ومعذورة.
وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.
سعدنا بتواصلك، ونشكر لك برك بالوالدة، ونبشرك بالأجر والتوفيق والسعادة، وبالأبناء البررة مستقبلا -بحول الله وقوته-.